انقطاعات متكررة بالكهرباء في السويداء .. ولا عدالة في التوزيع بين المدينة والريف .. حاجة المحافظة شتاءً 250 ميغا ولا يصلها حالياً سوى 90
الثورة أون لاين – تحقيق جودت غانم:
يطالب أهالي السويداء بتحسين واقع الكهرباء وبعدالة توزيع ساعات التقنين بين مناطق المحافظة ، واقع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يحدث خارج أوقات التقنين ، وضعف التيار وانخفاض تواتره مع كثافة ساعات التقنين بات غير محتمل ، جعل المواطنين يرفعون الصوت مطالبين المعنيين لوضع حد له وحل هذه المشكلة المتفاقمة يوماً بعد يوم ، وتطبق شركة كهرباء السويداء حالياً نظام تقنين بواقع 3 ساعات إنارة و3 ساعات قطع .
* ما بين الصيف والشتاء
ويأمل مواطنو المحافظة في بذل المزيد من الجهود لتخفيض ساعات التقنين الكهربائي ، حيث يرى المواطن خالد حمدان أنه لا توجد عدالة بموضوع التقنين الكهربائي بين المدينة الريف ، والأمر لا يختلف بين الصيف والشتاء إن كان الأمر معنياً بزيادة الأحمال على الشبكة ، صيفاً يتم الإعلان عن قطع التيار بحجة الصيانة ، وشتاء مع أول نسمة ريح بفصل الشتاء تظهر أعذار الشركة بالاستجرار الزائد تكون الحجة أننا نلجأ للتدفئة عبر الكهرباء ، كيف يستطيع أي مواطن أن يهرب من برد الشتاء بظل غياب المحروقات أو قلتها ، طالما أنني أدفع فاتورة استهلاكي من حقي أن أستخدم الكهرباء بالتدفئة ، ولا شأن لي بالسجال بين الكهرباء والنفط .
إحدى السيدات قالت الأمر سيان صيفاً أو شتاءً مع اختلاف ساعات التقنين وشدة التيار ، مضيفةً تمر أيام دون قطع بالتيار لكن دون إفادة حقيقية فمن غير المعقول أن يعجز التيار عن تشغيل الغسالة أو حتى إيصال الماء إلى الطابق الثاني ، أما الأصعب فهو التيار الترددي حيث يتم قطع التيار أكثر من عشر مرات في النصف ساعة الواحدة .
* لا وضوح ببرامج التقنين
فيما اعتبر المواطن سليمان النجار أنه رغم الجهود الكبيرة للعاملين في شركة الكهرباء إلا أنه لا يوجد وضوح في برامج التقنين ، ففي فترة الإنارة يتم قطع التيار أكثر من مرة فتصبح الساعات الثلاث ساعتي قطع إذا احتسبنا الانقطاعات المتكررة ، عدا أنها تتلف الأجهزة الكهربائية بالمنزل ، تصليح الثلاجة وحدها يستنزف مقدرات أسرة بكاملها ، فما بالك بتخريب أكثر من جهاز كهربائي بحجة القطع الترددي الذي يتلف دارات التشغيل للأدوات المنزلية .
* أضرار مباشرة جراء التقنين
فيما أشار عدد أخر من المواطنين من أصحاب المحال التجارية إلى أن فترة التقنين القسري حتى وإن كان قصيرة بحدودها الدنيا (ساعتين مثلاً) تسهم بتلف بعض المواد الغذائية التي لا تتحمل درجات الحرارة العالية خاصة في فصل الصيف مثل الألبان والأجبان والبيض ومحال الفروج واللحوم ، حيث يلجؤون للمولدات الكهربائية لتعويض الفاقد ، والمستهلك يتحمل الفاتورة .
* يؤثر سلباً على ضخ المياه
أحد عمال شبكة المياه بالريف الجنوبي قال : جزء من أحياء بعض القرى يفقد دوره بالمياه تبعاً لفترات التقنين المتغيرة أسبوعياً ، حيث لا يمكن للمياه أن تصل المنازل في حال كانت الفترة تقنين ، عدا عن تلف بعض دارات التشغيل للآبار نتيجة ضعف أو قوة التيار الكهربائي .
* إرباك في المدارس
ولفت عدد من مديري المدارس خاصة البعيدة عن مركز السوق في المدينة إلى أنهم يعانون الأمرين بانتظار انتهاء فترة التقنين لإنجاز أعمال طباعة الأسئلة أو حتى دروس المخبر أو الدروس التي تستخدم الوسائط الإيضاح .
* تحييد المنطقة الصناعية من التقنين
ويعاني أصحاب المهن الحرفية ومعامل البلوك والبلاط خارج المدينة من فترة التقنين النهاري حيث ترتبط أعمالهم بفترة الإنارة ، أما المنطقة الصناعية في مدينة السويداء فالأمر مختلف حيث أشار المخترع أجود شجاع أحد أصحاب المحال بالمنطقة إلى أن الوضع جيد ، فقد تم تحييد المنطقة الصناعية من التقنين الكهربائي ، وفترة القطع حالياً تتم الساعة الثالثة ظهراً ، عدا عن انقطاعات بسيطة صباحاً لا تشكل عبئاً على الصناعيين ، وتنطبق المعاناة على أصحاب المشاريع الاستثمارية والسياحية ، إلا أنهم يحصلون فرق استخدامهم للوقود والمولدات عبر زيادة أسعارهم ويكون المواطن هو الحلقة الأضعف دائماً .
وكانت شركة الكهرباء قد وضعت بالخدمة بالربع الأخير من العام الماضي محطة تحويل ضهر الجبل الكهربائية مع الخط المغذي لها بالسويداء /خط الكوم المعمل 66 ك.ف/ بكلفة ستة مليارات ليرة ، المحطة البالغة استطاعتها 60 ميغا تم تنفيذها بشكل كامل من قبل الكوادر والخبرات الفنية الوطنية كمشروع يسهم في تخفيف الأحمال عن خط الـ 66 ك.ف المغذي لمدينة السويداء ، وتأمين الكهرباء لمنطقة التطوير السياحي في ضهر الجبل ، واستقرار المنظومة الكهربائية في المحافظة ، وتلبية الطلب على الطاقة فيها ، وإلغاء التقنين الكهربائي القسري وتخفيف الفاقد الكهربائي حيث يبلغ طول الخط المغذي للمحطة من محطة الكوم يصل إلى 18 كيلو متراً ، وهو مزدوج الدارة ، ومن المقرر أن يغذي محطة المشنف أيضاً .
* محطة توليد كهروضوئية
إضافة لتوقيع محافظة السويداء عقد محطة توليد الطاقة الكهروضوئية في المدينة الصناعية في أم الزيتون مع أحدى الشركات المتخصصة بالطاقة المتجددة بهدف تغذية وإنارة المدينة الصناعية بالكهرباء باستخدام الطاقة البديلة، ويهدف المشروع لتزويد المدينة الصناعية بـ 10 ميغاواط على ثلاث مراحل بتكلفة تصل إلى حوالي 7.5 مليارات ليرة سورية تتحملها الشركة مقابل استثمار المحطة لمدة خمس وعشرين سنة بنسبة عقدية للمدينة الصناعية بقيمة 55 بالألف من المرابح ، لتعود ملكية المحطة بالكامل للمحافظة بعد انتهاء فترة العقد .
وكان وزير الكهرباء – المهندس غسان الزامل – في جولة منذ أيام على عدة محطات في محافظة السويداء حيث قال : إن استهداف البنية التحتية للكهرباء أثر على المنظومة الكهربائية بشكل كامل ، وأن الخسائر المباشرة لوزارة الكهرباء كانت بقيمة 2 تريليون ليرة وهي قيمة دفترية لحظة إنشائها ، إضافة إلى أن الحصار الاقتصادي على سورية أثر على استيراد القطع التبديلية والأجهزة الكهربائية الخاصة بالوزارة .
* 18 مليون متر مكعب غاز حاجة محطات التوليد
وأشار الزامل أن محطات التوليد بحاجة 18 مليون م 3 من الغاز يومياً لتوليد الكهرباء ، بينما تحصل الوزارة على 9 إلى 10 مليون يومياً ، وهي بحاجة 10 أطنان يومياً من الفيول ، إلا أن محطات الفيول بحاجة لإعادة تأهيل ، وهي رديف أساسي لتوليد الطاقة الكهربائية .
* 90 ميغا واط للسويداء
مدير الشركة العامة لكهرباء السويداء المهندس نضال نوفل أشار إلى أن محافظة السويداء تتغذى عن طريق خط نقل توتر عالي 230 ك.ف من محطة تشرين الحرارية في دمشق ، يغذي محطة تحويل الكوم الرئيسية ، وتم مؤخراً إعادة تأهيل خط الربط الاحتياطي 230 ك.ف بين محافظتي درعا والسويداء ، والذي يؤمن التغذية البديلة في حال حدوث أي خلل على خط الربط الأساسي ، وأن كميات الطاقة الكهربائية المخصصة للمحافظة حالياً وسطياً بحدود /90 / ميغا واط .
وهذه الكمية غير كافية للعمل على برنامج تقنين (ثلاث ساعات إنارة – ثلاث ساعات تقنين) علماً بأن حمولة المحافظة تتجاوز/250/ ميغا واط عند انخفاض درجات الحرارة شتاءً .
* تأمين التغذية للفعاليات الحيوية
وأضاف نوفل أنه يتم تأمين التغذية الكهربائية الدائمة لتجمعات آبار مياه (الثعلة – خازمة) ، إضافة إلى وضع برامج تقنين تراعي الشروط التشغيلية لمحطات ضخ المياه وآبار المياه التي لا يمكن إعفاؤها بشكل كامل من التقنين ، كما يتم تأمين التغذية الكهربائية الدائمة لبعض الفعاليات الهامة بالمحافظة : (المشفى الوطني – فرن عتيل – مطحنة أم الزيتون – مطحنة سرايا – السجن المدني – مشفى صلخد – منشأة الدواجن – المنطقة الصناعية في السويداء ورساس و شهبا – وبعض المنشآت الحيوية والهامة) ، ويتم وضع برامج تقنين تراعي طبيعة العمل في الأسواق التجارية والمناطق الصناعية بالتنسيق المباشر مع الغرف التجارية والصناعية والحرفية بالمحافظة .
* مشاريع جديدة
كما تم إحداث خط توتر 20 ك /ف دارة هوائية مزدوجة بطول /7/ كم ، وتأمين التغذية الكهربائية للمشاريع المحدثة فيها ، ومن بينها مطحنة القمح التي تم وضعها بالخدمة مؤخراً .
وتم الانتهاء من بناء مراكز تحويل أرضية عدد /4/ وفقاً للدراسات الموضوعة مسبقاً لتخديم المنطقة الصناعية ، وتم تجهيز أحدها ووضعه بالخدمة مؤخراً .
وإن الشركة العامة لكهرباء محافظة السويداء ملتزمة بتأمين التغذية الكهربائية بأسرع وقت ممكن للمشاريع التي يتطلب وضعها بالخدمة ذلك .
* مشاريع الطاقات المتجددة ( قطاع خاص ) :
وبيَّن مدير شركة كهرباء السويداء أنه تم تنفيذ محطات توليد كهرباء عن طريق الطاقة الشمسية عدد 8 استطاعتها الإجمالية /380 / ك. واط في قرى (نجران – القريا – حبران – قنوات – عرمان – ريمة الفخور) ووضعت بالخدمة .
والعمل جار حالياً على تنفيذ محطة في قرية حوط باستطاعة 1000 ك. واط ، وأربع محطات أخرى في (السويداء – أم الزيتون – قنوات – سليم) استطاعة كل منها 100 ك.واط ، وهناك مشاريع عديدة مرخصة قيد المباشرة بالتنفيذ وأخرى قيد الترخيص في وزارة الكهرباء .يذكر أن محطات التحويل الحالية 230/66 ك.ف عددها محطة واحدة ، ومحطات التحويل 66/20 ك.ف عددها ست محطات ، والاستطاعة الإجمالية لمحطات التحويل /350/ ميغا فولت آمبير ، وعدد مراكز التحويل الكلي (2650) مركزاً ، وعدد المشتركين بالطاقة الكهربائية (158855) مشتركاً ، وعدد القرى والتجمعات المنارة 161 تجمعاً