الثورة أون لاين – تحقيق عمار كمور:
يقف أهالي دير الزور بذهول مستهجنين القرار المجحف بحقهم ، فمن غير المعقول أن مدينة صمدت ، وتم حصارها أربع سنوات تكون حصتها فقط ثلاثين ميغا من أصل مايقارب 3200 ميغا إنتاج سورية من الكهرباء ، ما سيعني أن النسبة المخصصة للمحافظة هي أقل من واحد بالمئة فقط ، وفي أفضل حالاتها يطبق قرار التقنين أربع ساعات ونصف وبرغم الوعود الوزارية بزيادتها إلا أن النسبة الضئيلة جداً لاتزال سبباً يؤرق المواطن .
* واقع مفروض :
يتمتع أهالي دير الزور بنوع من الصبر كصمودهم بالحصار الخانق أربع سنوات ، ولكن واقع الكهربائي في محافظة دير الزور مرير و قاس ، والمواطن أصبح يدرك مدى شدة الحصار المطبق والعقوبات المفروضة على سورية ، ولن يرضيه أن تكون حصة دير الزور حسب معطيات الأرقام التي نشرتها وزارة الكهرباء بأنها الأقل بين كافة المحافظات ، ولا يساوي استهلاك حي أو فندق في دمشق ، وهناك احتمالية زيادة ساعات التقنين في الأيام القادمة وفق مؤشرات مؤسسة توليد الطاقة ، وشركة كهرباء دير الزور ليس بيدها حيلة ، وعليها تطبيق ساعات التقنين المفروضة حسب الميغات المحولة .
* تفاصيل مؤلمة :
يشير المهندس خالد لطفي مدير عام شركة كهرباء دير الزور ، لتحويل 35 ميغا فقط كحصة محافظة دير الزور ، يتم تحويل 10 ميغا منها إلى الريف بالضفة الثانية لنهر الفرات ( الشحيل )، ويتم تقسيم ما تبقى على المدينة والريف ، وهناك توجيه سابق بمنح الريف ساعات مخصصة من الكهرباء لتشغيل محركات سقاية الأراضي الزراعية .
ويتابع لطفي بأن الشركة ملتزمة بالتعليمات الوزارية حول ساعات التقنين التي تحاول من خلالها خلق توازنات حسب كميات الكهرباء المتوفرة في ظل العقوبات المفروضة ، وشح مواد تشغيل محطات التوليد ، وقد تم فرض ساعات التقنين على المحافظة بحيث تصبح خمس ساعات قطع ، وواحدة وصِل ، وبأن ساعة التغذية لن تكون كاملة حال حصول ضغط على الشبكة ما يعني اضطرار الشركة لأن تكون ساعات التقنين أكثر من خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل ، وهذا الأمر تطبقه الشركة حسب كمية الكهرباء المحولة ونسبة الاستهلاك وحفاظاً على الشبكة والمحولات من الاحتراق بسبب الحمولات الزائدة .
* أروقة مجلس الشعب :
صرح وزير الكهرباء أمام مجلس الشعب قبل أيام بأنه يتم توليد حوالي ٣٢٠٠ ميغا واط ، أما الحاجة الفعلية لسورية في الوقت الحالي حوالي ٧٠٠٠ ميغا واط وهي الحاجة الفعلية للقطر .
وبحضور وزير الكهرباء قدم عضو مجلس الشعب عن محافظة دير الزور القاضي على الخليفة مداخله تحدث فيها قائلاً : إن محافظة دير الزور يقطنها حالياً ما يقارب مليون مواطن ، وحصة دير الزور من الكهرباء 40 ميغا فقط منها 10 ميغا تذهب إلى منطقة الشحيل و30 ميغا فقط لباقي المحافظة ، وهذا ما يعادل حصة حي من أحياء دمشق ، فأين عدالة التوزيع التي وعد بها الوزير ؟ !
ولذلك نطلب زيادة مخصصات دير الزور ومساواتها بباقي المحافظات من حيث الكميات ، مع العلم أن الوزير السابق وجه بزيادة الكمية إلى 55 ميغا ، وهذا الرقم أقل من نصف احتياج المحافظة في ظل هذه الظروف .
إن أغلب القرى والنواحي لم يصلها التيار الكهربائي برغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على تحرير المحافظة ، ما تسبب زيادة في معاناة أهالي المحافظة في الحصول على مياه الشرب في الريف .
وقد طرح الخليفة مساعدة القرى بالريف الشرقي بعد أن تم تأهيل الشبكة بشكل كامل ، وهذا حال العديد من القرى التي من المفروض تزويدها بالكهرباء بعد تحريرها .
* عشوائية الشبكات بالأحياء :
يعمد الكثير من المواطنين العائدين إلى منازلهم ضمن أحياء المدينة لاستجرار الكهرباء من مسافات بعيدة عبر أسلاك تقفز الأبنية بشكل عشوائي ، وتقطع شوارع متعددة لعدم وصول الشبكة للمنطقة التي يقطنون فيها ، أو عدم وجود مركز تحويل قريب منهم ، ولا يوجد توسع أو امتداد للشبكات داخل أحياء المدينة في الوقت الحالي .
* آراء :
ضياء دوارة صاحب محل تجاري يقول : إن الفاتورة متساوية القيمة بكل دورة فعندما كان وضع الكهرباء جيد تقدر الكهرباء بمبلغ معين أدفعه كل دورة ، وحالياً لاتصل الكهرباء إلينا إلا ما ندر ، والفاتورة تصدر بذات القيمة والرقم فأين العدالة ؟ وهل ندفع ثمن شيء لم نستهلكه أو نراه ؟!
قاسم كنعان التيار الكهربائي ضعيف وقد تعطلت الأجهزة الكهربائية في المنزل وعندما يحدث عطل في شبكة الحي أو المحولة لا يتم إصلاحه وهناك تعمد بالتطنيش أحياناً لليوم التالي ، وبعد إلحاح كبير على عمال الطوارئ .
فريدة الحسن تسكن أطراف حي الحميدية ولم تصل الكهرباء لمنزلها وتقول : إن شركة الكهرباء تطالب سكان الحي ممن عادوا إلى منازلهم ببراءة ذمة ليتم توصيل الشبكة إلى منازلهم علماً إن تركيب الشبكة والمحولات في ذات الحي تقوم بها المنظمات الدولية .
محمد حافظ ورشات الطوارئ تغلق مراكزها في المدينة الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الثامنة صباحاً ، والأعطال تتكرر في مراكز التحويل ، ولا حياة لمن تنادي والجواب الشائع على لسان عمال الصيانة هو احتراق (الفيوز) بالمحولة ولا يوجد قطع تبديل .
* ختاماً :
يأمل المهندس لطفي أن تزيد مخصصات محافظة دير الزور التي سوف تنعكس إيجاباً على واقع التقنين في دير الزور ، ويحث المواطنين للعمل على استخدام التيار الكهربائي ضمن حدود الحاجة فقط ، ما يعني توفير أفضل للكهرباء وبالتالي التخفيف من ساعات التقنين المرتبطة في استخدامه للتيار الكهربائي الأمثل