الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
احتفت الأيام الثقافية بالعالم الفلكي” ابن الشاطر” في ندوة تكريمية أقيمت بالتعاون بين الجمعية الفلكية السورية ومكتبة الأسد الوطنية تناولت أهم مخطوطاته وإسهاماته العلمية، شارك فيها كل من د. محمد العصيري ود. مختار طنطاوي، والمهندس محمد خالد العاني.
أحقيته بإنجازاته الكبيرة
وبين د. محمد العصيري الدور المهم والإنجازات العظيمة التي قدمها ابن الشاطر في علم الفلك وقد انتهج في بحثه العلمي الرصد المستمر لحركة الأجرام السماوية وتغيراتها، والاعتماد على الملاحظة المسجلة بشكل يومي، ورافق ذلك ابتكار الآلات المناسبة للقياس والحسابات الضرورية وتصحيح ما كان مستخدماً من أدوات قديمة.
واستطاع ابن الشاطر بمتابعته الحثيثة لكل ما أنتج من دراسات أن يقف عند العديد من الأفكار ليطورها ويصحح بعضها، فقد تمتع بالجرأة العلمية في التصدي للنظريات الكثيرة والمسلم بصحتها ويتضح ذلك في المخطوطات الكثيرة التي تؤكد فضل ابن الشاطر في تطوير العديد من النظريات السابقة وابتكار الكثير من الآلات الفلكية.
وأضاف: تسعى الجمعية الفلكية ضمن ندواتها إلى تسليط الضوء على العلماء الذين شكلوا فرقاً في عالم الفلك والرصد الفلكي ولكنهم لم يأخذوا حقهم من الانتشار حتى تجرأ بعض العلماء على سلبهم أفكارهم الجديدة والجريئة ونسبها إليهم دون الإشارة إلى العالم الأساسي.
العالم بالحساب والهندسة والفلك
وبدوره بين المهندس محمد خالد العاني رئيس لجنة إحياء التراث الفلكي أهمية العالم الفلكي ابن الشاطر والذي لقب بالعلامة، رغم أنه كان يعمل رئيساً للمؤقتين في المسجد الأموي، لكنه تعلم صنع الآلات الفلكية، وتجلت نشاطاته العلمية والتقنية في تطوير آلات الرصد والحساب وتحديد مواقيت الصلاة.
ومن أهم اختراعاته” اسطرلاب خاص لقياس الزمن وكانت البداية للساعات التي وصلت إلى أوروبا، ومزولة” وهي ساعة شمسية وضعت على منارة العروس في باحة الجامع الأموي ..
أما مؤلفاته فهي كثيرة ومنها” نهاية السؤال في تصحيح الأصول، تعليق الأرصاد، نهاية الغايات في الأعمال الفلكيات، وكتاب في الجبر والمقابلة ..”
إرثه العلمي
وتوقف د. مختار طنطاوي عند إرث ابن الشاطر العلمي وخصوصاً المزولة التي شكلت فتحاً جديداً في عالم التوقيت، وأوضح أن ابن الشاطر الذي عاش وعمل وتوفي في دمشق، أطلق عليه الغرب لقب آخر فلكي بين العرب والمسلمين في محاولة طمس دوره في الحضارة العربية، علماً أن هناك العديد من علماء الفلك أتوا بعده ومنهم محمد الطنطاوي في القرن الماضي الذي رمم مزولة مئذنة العروس في الجامع الأموي.
ولم يكن ابن الشاطر فلكياً وحسب، وفيلسوفاً منسجماً مع نفسه من خلال المدخل الفلكي في التفكير، كما تمكن من دحض فرضية بطليموس من خلال الرصد والملاحظة مدعماً أفكاره بابتكار وتصنيع أدوات جديدة تلافي فيها الأخطاء والنواقص، حتى شكلت إبداعاته الأساس المتين في الولوج في عالم الفلك الحديث وتقنياته الجديدة.
وخلصت الندوة إلى توصيات أهمها أن يوضع اسم ابن الشاطر إلى جانب كوبرنيكوس فيما ينسب إليه في نظرية النظام الشمسي، وأن تتبنى وزارة الثقافة إطلاق جائزة لمن يقوم بتحقيق المخطوطات ودراستها وحماية التراث العلمي” إطلاق اسم ابن الشاطر على الجائزة”.