الثورة أون لاين – آنا عزيز الخضر:
تسابقت الفنون الثقافية السورية الى الحضور في يوم عيدها،كي نشهد انجازاتها المستمرة، حيث عرفناها متألقة على مدى الايام، وقد اجتمعت بكافة أشكالها بمناسبة يوم الثقافة،التي أتت في أيامنا هذه بعنوان يعتبر من أهم العنوانين الثقافيه، (ثقافتي هويتي) وهي حقيقة ساطعة،لطالما برزت مع كل عمل ثقافي خرج إلى النور، خصوصا أن الثقافة المعطى القادر على أن يكون الوجه الآخر للهوية، والصورة الاخرى لحضارتنا،وبالتالي كلما تأصلت وتعمقت في حقائق اجتماعية وثقافية ووطنية، كلما استطاعت أن تنقل بدقة مسوغات فرادتها وأصالتها،لتعبر عن الانتماء الحقيقي، الذي يعتبر السمة الأهم الحاضرة عبر كل فعل ثقافي ،ينجزه الإبداع السوري،فشكل على الدوام المكون الاساسي والحضاري للثقافة وأعمالها ككل،وكان الجانب الانساني دوما في الدرجة الاولى، ويأتي المسرح السوري في الصدارة لبلورة كل تلك الحقائق وأعماله شاهدة حية،وهاهو يحتفي بيوم الثقافة بحضور مجموعة من العروض، منها(الميترامنباج)..من تأليف الكسندر فامبيلوف.. ومن إعداد محمد فايز المحاميد .. والعرض يدخل ضمن مشروع دعم الشباب مسرحيا،حيث دار العرص في سياق إنساني بحت يمكنه أن يتحمل مضامين شامله لأي مجتمع وأي إنسان وأي فرد، وذلك بسبب بحثه العميق في عالم البشر وطباعهم وحاﻻتهم وعﻻقاتهم بالظروف، التي توجههم في مسارات، قد ﻻتخطر على أذهانهم ..إنها طبيعة البشر في أي زمان ومكان ..وبالتالي يتشابه الناس عندما تتشابه ظروفهم..وقد مر العرض على مشاكل انسانيه كثيرة، على الخوف ،على القلق، على فقدان الثقة بكل شيء، على الاوحاع، خصوصا أن العرض، قارب الواقع الذي عشناه اثناء الحرب ..فتبدأ الاوجاع وﻻتنتهي،إذ نقل حاﻻت انسانية واسعة الطيف.
تدور أحداث العرض في مكان وزمان واحد، حول شخصياته السبعة، حيث لكل منها مشاكلها وتعقيداتها ، لكل منها قلقها وخوفها من الحياة ومصاعبها كما هو من المستقبل، خصوصا أنها ﻻتمتلك أي ممانعة ذاتية، تمنحها القوة للدفاع عن ذاتها ،والتخلص من كل هذا الخوف تجاه كل شي، ليلعب هذا الخوف دورا سلبيا كبيرا في القدرة على تجاوز المشكﻻت الكثيرة، التي تقابل كل تلك الشخصيات ، ليكون عامﻻ إضافيا وعبئا جديدا ،يثقل على كل منها على حدة، واكثر ماميز العرض أسلوبه الكوميدي متماهيا مع مع كل تلك الاوحاع، ليمزج الابتسامة مع مشاعر الوجع ،مقدما لحاﻻت إنسانية ،استطاع أن يشد بها المتلقي إلى كل هذه المفارقات الغنية،لتشجيع الانسان ﻻشعوريا على تجاوز صعوبات الحياة بفعل إنساني قادر على التحدي والمتابعة،داعيا إياه في نفس الوقت ﻻمتﻻك أسباب الدفاع عن ذاته الإنسانية بكل الوسائل ،لأنها الحصن المنيع الوحيد القادر على تقويته، وذلك مهما خذلته الظروف، وبها فقط يتغلب على كل الصعويات.