موسيقا.. مسرح.. أفلام… ومعارض تشكيلية ومعارض كتب ومشاركات من الباحثين والنقّاد والشعراء… فسحة تتسع كلّ يوم لمزيد من الوعي والفهم والإدراك، ومجموعة من الأفكار والطروحات تليق بالأيام الثقافية السورية للارتقاء بسويّة كلّ الأيام…
الاستمرار في تأكيد مكانة الهوية الثقافية الوطنية بين آفاق ومشاريع التغيير العربي والعالمي المرتقب، وبين مسارات الممانعة من جهة والانبطاح من جهة ثانية لعالم بات خطابه المستقبلي مضطرب، وحقوقه الفنية والتراثية والإنسانية مسؤولية مضاعفة خاصة.
السمة الواضحة التي يحملها الإبداع السوري بكلّ أطيافه وألوانه بقيت رؤى لوجود عربي بهوية وطنية تاريخية واجتماعية وثقافية وإنسانية، تجسّدها المحافظات السورية بأوسع أبعادها الثقافية والمعرفية، عبر تسعين نشاط غنّي ومتنوع كغنى المدن والبلدات بالأدباء والشعراء والموسيقيين والفنانين والعظماء والأوابد الأثرية والتراثية عبر التاريخ…
ولأن الإنتاج الثقافي يزدهر حين يلقى المبدعون والمثقفون والمفكرون والشباب رعاية رسمية تأتي الجوائز التي قدمتها وزارة الثقافة لكلّ المبدعين خطوة رائدة في تقديم الدعم والتحفيز ومكافأة النجاح، مع الاحتفاظ بحقيقة أن الثقافة فعلٌ شعبيّ وليس عملاً رسمياً حكومياً فقط…
التنمية الثقافية وتقديم الرعاية ومستلزمات الإبداع مشروع نهضويّ يقع على كاهل الجميع، إلّا أننا نلاحظ أن الحكومة وحدها من يتكفل بهذا المشروع باستثناء بعض المساهمات التي تُعّد على الأصابع، وبكلّ أسف نصفها غايته ربحية بالدرجة الأولى، وتلك الربحية تُحدث خللاً في الشكل والمضمون الثقافي..
من هنا نؤكّد على أن الثقافة فعل شعبي وتشاركي، ولابدّ من مدّ يد العون والمساعدة من أصحاب الفعاليات الاقتصادية والمجتمع المدني والأهلي، لرفد مسيرة الثقافة ودعمها ضمن مشروع وطنيّ ملتزم بقيم المجتمع ومبادئه وثوابته وهويته الثقافية الوطنية المتجذرة…
رؤية – هناء الدويري