الثورة أون لاين- ديب علي حسن:
لا يظنن أحد في هذا العالم مهما عتت قوته، وجبروته أنه قادر أن يأخذ الشعب السوري إلى مكان آخر يريده، وينصب من خلاله الأفخاخ والمطبات التي يمكن أن تفجر كل شيء، حين يريد محراك الشر ذلك، وهو يخطط لهذا دون كلل أو ملل، ليس ما نقوله من باب الإنشاء، ولا هو اختراع أبداً، فالتاريخ الحاضر والماضي يشهد على ذلك، فالتجربة السورية في صون الحقوق، وتفكيك الألغام التي يعمل الآخر على زرعها، واضحة جلية من قرن من الزمن، ومن تجربة مناهضة ومقاومة الاحتلال الفرنسي الذي ظن أنه قادر على تفخيخ استقلال سورية فيما بعد.
اليوم يخوض السوريون أكثر من معركة وعلى جبهات متعددة، اقتصادية واجتماعية وثقافية، وعسكرية، يصونون الوطن بكل مقدراته، والكرامة عنوانهم وشعارهم، ودستورهم، فلا قيمة تعلو فوق هذه القيمة، والدستور بحد ذاته هو الكرامة التي يتوافق عليها السوريون، وقد اختطوها وصنعوها منذ أن كانوا، من هنا كان النقاش المركز على ضرورة عودة اللاجئين السوريين الذين أجبرتهم ظروف الحرب القاهرة على مغادرة منازلهم ومدنهم وقراهم، والدول المشغلة للعصابات الإرهابية هي المسؤولة عن ذلك، وتعرف أن السوريين صناع الكرامة التي لايمكن المساومة عليها، كرامة الوطن التي تعني كرامة كل مواطن سوري، أينما كان، كرامة ألا نسمح لأي كان أن يتدخل في شؤوننا، فالإرادة الحرة المستقلة هي التي تصنع السياسة السورية، ومن أجل الحفاظ على استقلالية القرار والشرف الوطني نخوض هذه المواجهات التي تعني كل حر شريف في العالم، أما ما تبقى فهو تفاصيل يتفق عليها أبناء الوطن، فالثوابت هي كرامتنا، واستقلال قرارنا، ولسنا بمزاد مع أحد، نثق بأن المنجز النهائي سوف يكون وطنياً حقيقياً، يضع الجميع أمام مسؤولياتهم الكبرى والمصيرية؟.