استخدم النظام التركي في إطار دوره في الحرب الإرهابية على سورية كل خبرته وتاريخه الإجرامي الدموي لتحقيق أوهامه العثمانية في المنطقة ومنها استخدامه ومرتزقته الإرهابيين المياه كسلاح في محاولاتهم الخبيثة والمتواصلة لتغيير البنية الديمغرافية لمحافظة الحسكة خلافا لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية و هذا يعد استهدافا خطيرا للمجتمع السوري المتنوع والمتفاعل مع الحياة والظروف على مدى تاريخ سورية الطويل .
إن العدوان التركي الممنهج على محطة المياه التي تغذي الحسكة يكشف من جهة الكذب والتضليل الذي يمارسه النظام التركي حول ذرائع احتلاله للأراضي السورية على الحدود بين البلدين والتي لا صلة لها بالمطلق بملاحقة المسلحين الأكراد كما يكشف من جهة أخرى فشله في افراغ هذه المناطق من أهلها بغية استباحتها كما فعل في بعض المناطق الأخرى .
من العبث البحث عن العامل الإنساني في عقلية العثماني المتخم تاريخه بجرائم لا مثيل لها يزاحم فيها التاريخ الإجرامي لحلفائه الاستعماريين الجدد والقدامى في المنطقة وخارجها ولهذا نجد النظام التركي اليوم يبحث في كل مكان قريب او بعيد للتعبير عن حقيقته المتوحشة والدموية .
وكذلك الأمر لا طائل من مناشدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها للضغط على النظام التركي ومنعه من استخدام المياه كسلاح ضد المدنيين لان كل هذه التركيبة سخرت بعد تأسيسها لخدمة المصالح الغربية وأدواتها والتي يحتل النظام التركي قائمتها.
في العنوان العام يروج النظام التركي لملاحقته للمسلحين الأكراد للمليشيات التي تعمل تحت جناح المحتل الأميركي، ولكن على أرض الواقع كلا الطرفين يكمل حالة العدوان المستمرة على المواطنين السوريين والتفاهم بينهما واضح لإفشال المبادرات الروسية الهادفة إلى سيطرة الجيش العربي السوري على كامل المنطقة وانتزاع ورقة التوت من يد المحتل التركي .
يدير المبعوثون الأميركيون دفة استثمار أدواتهم وعملائهم الأتراك والمليشيات (الكردية) بالطريقة التي تمنع بسط الجيش العربي السوري سلطته القانونية على كامل المنطقة و هذا ما أعلنه بوقاحة مبعوث واشنطن الخاص السابق بشأن سورية جيمس جيفري بقوله “إن هدف التواجد العسكري الأميركي يهدف إلى منع الحكومة السورية من السيطرة على كامل أراضيها”.
على أرض الواقع ينفذ الاحتلال التركي وميليشيا الانفصال الهدف الأميركي حتى الآن وتتحمل هذه المليشيات بارتباطها مع واشنطن وتنسيقها المباشر وغير المباشر مع النظام التركي المسؤولية عن عدم نجاح المبادرات لفرض الجيش العربي السوري كامل سلطته على الحدود السورية التركية وبالتالي هي مشتركة في جريمة حرمان سكان الحسكة من المياه.
لم تقصر الحكومة السورية في العمل على تزويد الحسكة بالمياه من محطة علوك أو بالوسائل الممكنة الأخرى و قامت بتوفير التجهيزات التقنية لهذا المورد المائي بعد كل عدوان تركي، ولكن أصبح من الضرورة العمل على إيجاد بديل آخر عن هذه المحطة يحقق استدامة تدفق مياه الشرب إلى المدينة وريفها وينتزع ورقة الضغط هذه من يد النظام التركي لإفشال سياسته الهادفة إلى إفراغ المنطقة من سكانها ومنحها لمرتزقته الإرهابيين.
ان تضافر جهود المجتمع الأهلي في محافظة الحسكة لمواجهة هذا العدوان التركي والتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية يعد عاملا أساسيا في انتزاع جدوى الضغط التركي وإفساح المجال والوقت لتأمين البديل الذي يشكل اهتماما كبيرا لدى الحكومة والمؤسسات المختصة .
معا على الطريق- أحمد ضوا