شعور مختلف ينتابنا عندما نتوقف ملياً عند كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في الاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف، وخصوصاً ما اتسمت به من التسلسل المنهجي المحكم، وانتقاله من فكرة إلى أخرى وقضية تتلوها قضية، وكل واحدة من هذه العناوين الهامة تحتاج أن يقف عندها المعنيون لوضع برامج جديدة تواكب تطورات العصر وما يطرأ عليه من تغييرات وغزو الكثير من المصطلحات التي يتلقفها أبناؤنا دون التعمق في أبعادها وما قد تودي إليه من تبعات تسيء لوحدته وقيمه ومعتقداته وقبل كل شيء لغته وهويته.
وما أحوجنا إلى أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وإعادة الأمور إلى نصابها من بناء وإعمار والبداية بالطبع من إعادة بناء البشر قبل الحجر، وتكريس تلك القيم التي تضررت بفعل غزو الكثير من المفاهيم والمصطلحات أوساط مجتمعنا في محاولات لهدم معتقداته ومقومات وجوده.
فإن كانت الليبرالية الحديثة تحاول تكريس الفردية والانسلاخ من الانتماء للأسرة والجماعة والوطن عبر التقنيات الحديثة، فالمهمة تكبر وتعظم في شأنها لإعادة الأمور إلى نصابها، ولا خيار هنا غير التحصين والعمل وفق استراتيجية محكمة ربما تبدأ من الأسرة أساس المجتمع وغرس قيم الدين الصحيح في عقول الأبناء ومن ثم التمسك بلغتنا العربية “حامل الفكر والثقافة”.
واليوم ونحن على أبواب الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، لابد أن نقوم بجردة حساب، ترى هل نحن راضون عن واقع لغتنا العربية، وهل استطعنا حقاً أن نكون أوفياء لها وأبناء بارين بها؟ فالواقع يشي بالكثير من التقصير، وأبناء اللغة العربية في عدد كبير منهم يهجرونها بداعي التحضر “والبريستيج” بينما تغزو المصطلحات الأجنبية رسائل الأهل والأصدقاء.
مهمة كبيرة ألقيت على عاتق الفئات المجتمعية كافة، وفي غير موقع مسؤول أن تنهض بلغتنا لأنها جزء من هويتنا وحضارتنا وثقافتنا، والوعاء الذي حمل إلينا وعبر العصور نتاجات أجدادنا من العلم والفكر والإبداع، فهل نكون على قدر محبة الوطن وسموه؟.
رؤية- فاتن أحمد دعبول