الثورة أون لاين – نيفين عيسى:
مع الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ، أصبح الكثير من القيم المتوارثة والأصيلة مُستهدفة بفعل تباين مايطرح عبر تلك الوسائل وعدم إمكانية التحكم بما يتم نشره ، إضافة إلى صعوبة حصر ما يمكن بثه وتأثيرات ذلك على قيم الأسرة .
وفي كلمة السيد الرئيس بشار الأسد خلال الاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف في جامع العثمان بدمشق ، أكد الرئيس الأسد أن الأسرة هي الوحدة الأصغر في مجتمعاتنا الشرقية وليس الفرد كما تحاول الليبرالية الحديثة تسويقه ، مشيراً إلى أن الأسرة هي الحاملة للعادات والتقاليد والثقافة وكل ما يُمثل الهوية نراه في الأسرة .
ومن أهم الخطوات لضرب هذه البنية الاجتماعية هي ضرب الأسرة والنزول باتجاه الفرد ، إذ إن الأسرة بدأت تتفكك بفعل عوامل مختلفة وبفعل الهجمة التي تحصل على الثقافة.
السوريون الذين قدموا للعالم نماذج مُشرقة في كافة المجالات الثقافية ، يواجهون كغيرهم حملات تستهدف المنظومة الأخلاقية وأسس بناء الأسرة بمعانيها المختلفة ، وهو ما يُرتب على الجميع التعامل بدرجة عالية من الوعي والاهتمام بالثقافة الأسرية ، بوصفها وحدة البناء التي يقوم عليها المجتمع .
ولعل ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي من محاولات لنشر مفاهيم خاطئة ومغلوطة حول عدد من القيم الأسرية ، تساهم في تحريف الوعي لدى الأفراد وانعكاس ذلك على الأسرة .
ومن المعروف أن المجتمع السوري تميّز على الدوام بقيم التسامح والتكافل بين أفراده ، بعيدا عن الأنانية ومفرزاتها .
واليوم تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً للتمسك بالمبادىء الاجتماعية النبيلة وترسيخها ، وحماية المفاهيم الأسرية من التأثيرات السلبية للسلوكيات الخاطئة ، والتي يتم الترويج لها على أنها الحالة الصحية ، وذلك تحت مسميات وعناوين مختلفة كالليبرالية الحديثة أو الحرية الفردية وغير ذلك .
وفي سبيل تحصين الأسرة والمجتمع من المفاهيم الدخيلة وغير السليمة ، تظهر الحاجة مجدداً لتكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة ومختلف المؤسسات المجتمعية ، وذلك بهدف الحفاظ على التقاليد العريقة المتأصلة في المجتمع السوري ، وهي كفيلة بتوفير أرضية لتربية الأجيال على الخلق الحسن والتسامح مع الآخرين واحترام معتقداتهم وأفكارهم.