أكثر من 70% من المواطنين في حمص يواجهون برد الشتاء بلا مازوت.. انتعاش واضح للسوق السوداء ونقص في الكميات المخصصة للمحافظة
الثورة أون لاين – تحقيق سلوى الديب:
جاء الشتاء وبرده القاسي إلا أن مادة مازوت التدفئة لم تتوفر لأغلب الناس برغم الوعود الكثيرة بزيادة كمية المازوت لمدينة حمص.
صحيفة الثورة كان لها وقفة مع المواطن والمسؤول لنعرف أسباب تأخر توزيع المازوت.
*أسعار السوق السوداء:
السيدة مها خليل قالت: بدأ فصل البرد ولم توزع مادة المازوت المدعوم من الدولة، ووصل سعر الـ 20 ليترا من المازوت الحر إلى 20 ألف ليرة، وهو فوق إمكانية المواطن وأنا لدي أطفال وطلاب جامعة..
أما السيدة رجاء فتحدثت عن معاناتها بوجود أطفال صغار ووالدة زوجها العجوز التي يبلغ عمرها 90 عاماً، علماً أنها غير موظفة وزوجها يعمل اعمالا حرة وليس لديهم دخل ثابت، وتتساءل لماذا مادة المازوت والغاز متوفرة بالسوق الحرة أو السوداء وغير متوفرة بالسعر المدعوم، وإن المواطن يستطيع الاستغناء عن أشياء كثيرة، لكن التدفئة مستحيل الاستغناء عنها وتمنت النظر بخصوصية وضع حمص كونها منطقة باردة بحكم موقعها الجغرافي، علماً أن مشكلة الغاز ليست أقل سوءاً فهي منذ أكثر من شهرين لم تحصل على مخصصاتها من الغاز المدعوم وقد وصل سعر أسطوانة الغاز الحر إلى 25 ألف ليرة..!!
*ذوي الشهداء لم يحصلوا على مخصصاتهم:
أما زوجة الشهيد إيمان فأكدت أنها لم تحصل على مخصصاتها من المازوت حتى الآن برغم أن لديها طلاب مدارس فتضطر لشراء المازوت بالسعر الحر.
وكذلك قالت السيدة نزيهة: إن أبناءها الصغار غير قادرين على تحمل البرد والصقيع، وتسأل كيف يمكن حل مشكلة البرد دون مازوت؟ خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والديسك والروماتيزم أو حتى الربو في ظل انخفاض دخل الفرد وعدم تناسبه مع متطلبات الحياة، فهي تضطر لشراء المازوت الحرّ كل خمسة أيام، برغم أنها لا تقوم بإيقاد المدفأة إلا مساء من السابعة حتى العاشرة وتلزم الأطفال بالإيواء للفراش خوفاً عليهم من البرد.
*الحطب غال:
المواطنة هناء فهي أم لطفلة مصابة بالربو ومن قلة التدفئة وعم قدرة الأم على تأمين مازوت حرّ هي منذ يومين بحالة صحية سيئة، وقد فكرت أن تلجأ إلى الحطب لحل مشكلة البرد الذي يداهم أجساد أبنائها إلا أنها لم تجد الفارق كبير في التكلفة حيث إن سعر الكيلو منه يصل إلى 250 ليرة.
ولا تختلف معاناة السيدة هيام عن باقي الأسر في محافظة حمص، حيث إن معاش زوجها التقاعدي لا يتجاوز 60 ألف ليرة، ولا يمكن أن يغطي تكاليف المعيشة من طعام ومازوت ومصاريف دراسة لأبنائها في المدارس والجامعات، وتسأل عن الحل في ظل تزايد عدد حالات الإصابات بين عدد من المواطنين بنزلات البرد الشديد نتيجة لنقص مازوت التدفئة وعدم قدرتهم على تأمينها إلا بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.
*المازوت الحر متوفر:
ويشتكي محمد من الوعود التي لم تتحقق، ويقول: إن رئيس لجنة الحي الذي يقطن فيه يعدنا كل يوم بأن المازوت قادم ولكننا حتى الآن ننتظر أن تتحقق تلك الوعود، مع العلم أن المازوت متوافر ولكن بالسعر الحر، كل ليتر بألف ليرة، فكيف له أن يشتري المازوت بالسعر الحر وهو يقطن مع عائلته ببيت مستأجر، ولا قدرة له على تحمل عبء أسعار السوق السوداء..
*توزيع 15% من احتياجات حي ضاحية الوليد:
عضو مجلس الحي بضاحية الوليد لؤي الأحمد قال: بلغت نسبة توزيع المازوت في الحي قرابة 15% حتى الآن، في حين أنه وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي كنا قد انتهينا من توزيع الدفعة الأولى على الجميع وبدأنا بتوزيع الدفعة الثانية، ونعاني أثناء وصول الصهريج من توافد الناس من شوارع أخرى وكل واحد لديه أسبابه الملحة من وجود أطفال أو جريح أو عجوز، والجميع يخاف أن يتأخر دوره لأكثر من شهر، وكثيراً ما تحدث مشاجرات أمام الصهريج لأحقية الحصول على المازوت، ونحن نقدر حاجة الناس، ولكن يعود السبب لعدم العدل بتوزيع المادة وقلتها، فلو جاء للحي ثلاث طلبات أي ثلاثة صهاريج في الشهر لاكتفى الحي بسرعة..
و10% في حي عكرمة الجنوبية:
مختار حيّ عكرمة الجنوبية عصام الناعمة أشار بأنهم في العام الماضي بقي نسبة بين ٣٠% حتى ٤٠% من أهالي مدينة حمص لم يتسلموا مخصصاتهم من الدور الثاني، وفي الاجتماع الذي تم فيه التوجيه لتوزيع المازوت هذا العام ..كان التوجيه لاستهداف هذه النسبة كأفضلية دور وكذلك عائلات الشهداء والجرحى وفي حي عكرمة الجنوبي، وحتى تاريخه لم يصلنا سوى صهريجين حتى الآن بمجموع ٤٧٥٠٠ ليتر فقط، تم التعبئة لـ ٤٧٥ عائله فقط أي أن نسبة التوزيع هي ١٠% فقط.
*توزيع المازوت جائر:
ويؤكد عضو لجنة حي عكرمة الجنوبية جهاد رمضان بأنه بلغ عدد المستفيدين من البطاقة الذكية 6400 عائلة وعدد المستفيدين من البطاقة الذكية في ضاحية الوليد 2700 عائلة، ونحن نعلم أن كميات المازوت قليلة في المحافظة، لكن التوزيع ضمن الإمكانيات جائر جداً، يكون التوزيع حسب خطة في الحي يضعها المختار ففي العام الماضي بدأ التوزيع من منتصف الحي ثم يتم التوزيع شارع باتجاه الشمال وشارع باتجاه الجنوب، أما هذا العام فبدأنا من الشارع الأول والأخير في الحي باتجاه الوسط، وقد علمت من أحد المصادر أنه تم تحويل أحد الصهاريج المخصصة للحي إلى قرية متاخمة لمدينة حمص من خلال علاقات شخصية دون وجه حق، ما حرم الحي من مخصصاته، علماً أن أغلب أحياء حمص لم يتجاوز توزيع المازوت فيها 20% مع غياب في عدالة التوزيع لجميع الأحياء.
*رد المكتب التنفيذي لمحافظة حمص:
أجاب عضو المكتب التنفيذي في محافظة حمص المهندس تمام السباعي مسؤول قطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك على بعض التساؤلات قائلاً: نحن نقوم بدراسة نسبة التوزيع في كل حي، ولكن كمية مادة المازوت قليلة إجمالاً، علماً أننا تلقينا العديد من الوعود والتصريحات بزيادة الكمية، ولكنها حتى الآن هي نفس النسبة ولا تتجاوز السبع طلبات يومياً على كامل المحافظة ريفاً ومدينة، فنقوم بإرسال ثلاث طلبات للريف وأربعة للمدينة وأحياناً العكس، ونقوم بشكل دائم بإحصاء العائلات للمحافظة على نسبة واحده في كافة الأحياء مثال عندما يكون لدي 6000 أسرة في كرم اللوز وفي حي القصور وجورة الشياح 1000 عائلة، فنقوم بإرسال طلب واحد لجورة الشياح وثلاث طلبات لكرم اللوز لتصل النسبة لـ 10% في الحيين..
*نسبة التوزيع 28%:
ومنذ أربعة أيام وصلت نسبة التوزيع 28% بين ريف ومدينة، وبالمقابل لدينا أكثر من 70% من الأهالي لم يحصلوا على الدفعة الأولى من المازوت حتى الآن، ونحن نأمل مع بداية العام الجديد أن يكون الوضع أفضل.
علماً أننا في مثل هذا اليوم من العام الماضي وصلت نسبة التوزيع لـ 50% من مخصصات المازوت، ونحن جاهزون لتوزيع أي كميات تصلنا، وفي كثير من الأحيان نأخذ كميات من مخصصات القطاع العام والقطاع الصناعي لزيادة نسبة مازوت التدفئة للمواطن، للتخفيف من معاناة المواطنين.