تجسد سياسة الولايات المتحدة، حقيقة باتت ساطعة جداً للجميع، حقيقة لم يعد بمقدور واشنطن إخفاؤها وتجميلها بعد أن أصبحت حاضرة في كل مواقفها وقراراتها وسلوكها بشكل عام.
وهذه الحقيقة التي تفضحها السياسات الأميركية الاستعمارية المتواصلة هي: أن أميركا لم يعد بإمكانها الحفاظ على مواقعها وأدوارها ووظائفها كقوة آحادية تحاول الهيمنة على العالم، إلا بالإرهاب والطغيان والكذب وتزوير للحقائق، وهذا الأمر بات سمة ملازمة لكل السياسات الأميركية على المستويين الإقليمي والدولي.
بيان السفارة الأميركية بما تضمنه من زيف وخداع وتضليل وتشويه للوقائع، لم يعكس تلك الحقيقة فحسب، بل يؤكدها ويثبتها، ولكن بأبعادها الاستراتيجية التي ترسم العناوين الرئيسة لأولويات الأجندة الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة والتي تصدرها الإصرار على مواصلة نهج الإرهاب والتصعيد وقرع طبول الحرب.
إن دعوة المقرر الخاص للأمم المتحدة إلينا دوهان لرفع العقوبات عن سورية واعتبارها السبب في الظروف القاسية التي يعيشها السوريون، هي خطوة أممية في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج الى المتابعة والجدية، ليس لفضح السياسات الأميركية فقط، بل لمحاسبة المسؤولين الأميركيين على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة طيلة السنوات والعقود الماضية.
إن تشبث الإدارة الأميركية بهذا النهج الاستعماري الذي لم يؤد إلا إلى الحروب والنزاعات والفوضى واللااستقرار، ليس في سورية والمنطقة فحسب، بل في العالم أيضاً، من شأنه أن يشرع الأبواب مجدداً على كافة الاحتمالات والخيارات التي سوف تدفع بالجميع الى حافة الهاوية، وربما إلى ما بعد حافة الهاوية.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي