ثمة من قال لا نحتاج إلى سنة جديدة بل إلى زمن آخر!!..ربما تحاكي هذه العبارة حال المنطقة وتشخيص الانفصام مابين الرأي العام العربي وماينفذه الأمراء والملوك وأصحاب السعادة والسمو الذين خلعوا آخر أقنعتهم ودخلوا حفلة العام الجديد بوجه التطبيع…الوجه الحقيقي لسياساتهم.
قد نطلق على العام المنصرم عام الخيانات بجدارة بل هناك الكثير من المصطلحات التي تصلح لتوصيف حضيض حالة المنطقة السياسية…والحالة العالمية والدولية أيضا.
لم يعد الأداء السياسي خاصة في الغرب مفهوماً في خبثه أو حتى واضحاً بل الأكثر من ذلك أنه دخل في زحام (السوشيل ميديا) وتطبيقاتها ولم نعد نميز بين هزلية المشهد السياسي وجديته أو حتى الاستثمار في الكذب والهزلية خاصة أن الشخوص السياسية في واشنطن قاربت (أفلام الكرتون) في سلوكها تجاه ملفات المنطقة أو حتى داخل أميركا وما عاد الفرق كبيراً بين مايقوله مثلاً وزير خارجية أميركا مايك بومبيو وبين ما يهرج به آخرون على تطبيق التوك توك مثلا.
فبومبيو صرح بأن العقوبات الأميركية المفتوحة على سورية هي لمصلحة الشعب السوري..وأن الحصار الاقتصادي الذي وصل لحد حرق قمح رغيف الخبز ليس السبب في معاناة السوريين وأن الاحتلال الأميركي للشمال السوري وقطع الهواء عن كل من يتعامل مع السوريين..كل ذلك لايؤثر على الاقتصاد السوري!!!.
بالامس كادت ماتسمى صفحة السفارة الأميركية في دمشق أن تقطع الارسال السياسي والدبلوماسي على المقرر في الامم المتحدة الينا دوهان وشنت الهجوم على المنظمة الاممية التي وضعت مخرز الحقيقة في عين واشنطن وقالت: إن معاناة السوريين اساسها العقوبات الأقتصادية الأميركية على سورية ..
السفارة الاميركية في دمشق فارغة منذ أن اشعلت واشنطن نيران الأزمة في سورية وخرج السفير فورد مع المجموعات المسلحة لتصوير مشهد المظاهرات ..تخيلوا ان واشنطن التي تقيد حركة الدبلوماسيين في مبنى الامم المتحدة لانه على أرضها ..خرجت للتحريض والتمثيل بين الارهابيين في بعثاتها الدبلوماسية وبعد ان ان طردها السوريون تمد لسانها لللتصريح عبر ماتسمى صفحة السفارة الأميركية في دمشق!!.
ليس عشوائيا اختيار الادارة الأميركية للرد على تصريحات المقرر الاممي حول سورية لمنصة الفيس بوك وصفحة السفارة الأميركية فهي رسالة للايحاء بأن واشنطن خبيرة بالحال المعيشي للمواطن السوري وكأنها في سورية وليس على الأنترنت …
إلى هذا الحد وأكثر باتت واشنطن أقرب للمهرج السياسي الذي يعرف أنه مهرِّج وعلى حساب معاناة ملايين الناس.. فالحجج الاميركية ضعيفة منذ غزو العراق وماقبل وبقيت ودماء الابرياء شاهد على التورط الاميركي الكبير في سورية …فبحجة داعش تحتل اميركا وتشكل مظلة للتنظيم ينفذ هجومه على العسكريين والمدنيين بحماية الاحتلال الاميركي والمثال ليس بعيدا باستشهاد كوكبة من العسكريين على طريق دير الزور تدمر والتي تحتل فيه اميركا في التنف وترفض الاقتراب من احتلالها على بعد 55 كم في غض للنظر عن داعش وتحركه لشن هجومات من تلك المنطقة!!
والدليل على ذلك ليس جغرافيا بل سياسيا حيث صرح سابقاً المبعوث الأميركي السابق جيفري ليقول (إن احتلال واشنطن هو لمنع انتصار الجيش السوري)!!
داعش دمية بيد واشنطن تتحرك بخيوطها كما تتحرك دول بأكملها فهل سمعتم ماقالته بريطانيا عن التزامها بالعقوبات الأوروبية على سورية رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي …
الأجدر بلندن أن تقول بأنها ملتزمة بما تقول وتملي واشنطن فهي أي بريطانيا ومن في اوروبا وحتى في الخليج ليسوا إلا (فانز) لسياسة واشنطن وتطبيقاتها الدبلوماسية والعسكرية والارهابية ايضا ..