تسعير الإرهاب، والاستثمار بتنظيماته، وتدوير عناصره، وإعادة إنتاجهم كلما اندحروا في منطقة من الجغرافيا السورية على أيدي جنودنا البواسل، وإعادة النفخ بملف امتلاك “الكيميائي” المزعوم وإعادة تعويمه وفبركة مسرحياته في أروقة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هو الشغل الشاغل للإدارة الأميركية بقيادة العنصري دونالد ترامب حتى وإن بقي له أيام فقط على مغادرته البيت الأبيض وتسليم السلطة للإدارة التالية، وما شهدته منطقتي كباجب وطريق أثريا السلمية من عدوان غادر على جنودنا واستشهاد كوكبة منهم ومن المدنيين الأبرياء على يد تنظيم داعش المتطرف خير شاهد.
فهذا العدوان الغادر يأتي في الوقت المستقطع، الذي تحاول فيه إدارة ترامب تحقيق أكثر من هدف بآن معاً، أولها محاولة تبرير بقاء القوات الأميركية المحتلة في الأراضي السورية تحت المزاعم ذاتها التي سوقتها واشنطن في الماضي، وهي أن تنظيم داعش المتطرف مازال على الأرض، ولا بد بالتالي من تسويق أكذوبة محاربته، وثانيها محاولة الانتقام من الجيش العربي السوري الذي لقن المحتلين وأدواتهم دروساً لا تنسى ودحرهم من معظم الجغرافيا السورية.
ولا ننسى هنا أن فزاعة “داعش” تحقق لواشنطن وشركاتها الاحتكارية الجشعة وتحت مبررات وجوده الاستمرار في نهب الثروات النفطية السورية وسرقتها، وتحقيق الأجندات الاستعمارية (الأميركية – الإسرائيلية) في تفتيت وحدة الأراضي السورية وتشجيع الحركات الانفصالية كقسد ودعمها بالمال والسلاح والحماية الدولية.
إذاً عودة داعش والعمل من جديد على نشر الفوضى الهدامة على يدي عناصره المتطرفين، وتسعير الإرهاب، ومحاولات مد عمر الحرب الإرهابية على السوريين وحصارهم وتجويعهم، والتناغم الغربي مع هذه السياسات الأميركية عبر تشديد الإجراءات الأحادية القسرية، وإعادة النفخ بملف “الكيماوي” كما حصل أمس، كل ذلك ومعها تسعير الاعتداءات الصهيونية المتكررة تصب في خدمة الأهداف المذكورة.
لا بل إن إطلاق الأكاذيب من خلال صفحة فيسبوك للسفارة الأميركية ضد سورية، والهجوم على مقرر الأمم المتحدة “إلينا دوهان” لأنها نطقت بالحقيقة، وصرحت بأن معاناة السوريين سببها العقوبات الأميركية على سورية ولا بد من وضع نهاية لها يتناغم تماماً مع هذه الحملات الإرهابية الهستيرية، التي تقوم بها منظومة العدوان بقيادة واشنطن ضد سورية.
باختصار شديد إن تسعير الإرهاب، والاستثمار بداعش، وتدوير عناصره، وإعادة إنتاجهم كلما لزم الأمر عند الأميركي، وإعادة النفخ بملف امتلاك سورية المزعوم للأسلحة الكيميائية هو عكّاز البيت الأبيض الذي تستند عليه واشنطن لتنفيذ أجنداتها المشبوهة في سورية والمنطقة بعد فشلها في الميدانين السياسي والعسكري!.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة