مع تطور مايحدث في ملاعبنا الخضراء من أخطاء وانفعالات وصلت إلى حدود غير مقبولة وإن كانت أخطاء تحكيمية وردود أفعال جماهيرية وتصرفات من لاعبين وإداريين ومدربين، ذهب المتابعون والمراقبون وبعض الإعلاميين إلى أن هذه الأحداث مفتعلة وذات أهداف قريبة وأخرى بعيدة! وإن كان إسقاط اتحاد كرة القدم بالإقالة أو دفعه لتقديم استقالته هدفاً قريباً بعد عجزه عن احتواء المشكلة أو الحد من استطالتها على أقل تقدير من وجهة نظرهم، فإن الهدف البعيد المدى قطع الطريق على المحاولات الحثيثة لعودة فرقنا ومنتخباتنا الكروية للعب على أرضها وبين جمهورها! فما يحدث من أخطاء وشغب وخروج عن المألوف في الدوري الممتاز كل أسبوع، ما هي إلا حالات آنية تنطلق عبر شاشاتنا ووسائط التواصل الاجتماعي لتصل إلى مناطق أبعد في الاتحادين الآسيوي والدولي اللذين يناقشان رفع الحظر عن كرتنا!.
ونعتقد أن تكرار حالات الشغب على الرغم من العقوبات التي يفرضها الاتحاد الكروي بحق المخالفين والإجراءات التي يتخذها لتطويقها دفعت باتجاه الكثير من التأويلات والتخمينات والظنون، وقد يصدق بعضها، ولكن لايمكن البناء إلا على الحقائق الدامغة وواقع الحال يفرض وجود أسلوب مغاير للطريقة التي يتبعها اتحاد الكرة في التعاطي مع الشغب وتداعياته على كرتنا ومسابقاتنا ومعالجة هذا الداء من جذوره وعدم الاكتفاء بالتصدي لتفرعاته واستطالاته، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم إن ترك الاتحاد وحيداً في هذه القضية، فلابد من تضافر الجهود والتكاتف بين جميع الجهات المسؤولة، لتطهير ملاعبنا من السلوكيات الفردية الشاذة وتعود ساحاتنا للتنافس الشريف والروح الرياضية العالية.
ما بين السطور – عبير يوسف علي