الثورة أون لاين – سامر البوظة:
بالعقلية العثمانية البغيضة ذاتها يحكم رئيس النظام التركي أردوغان بلاده ، ويواصل ديكتاتوريته وممارساته الاستبدادية الرعناء بحق شعبه وكل من يعارضه أو ينتقد سياساته الرعناء تلك ، سواء كان إعلامياً أو قاضياً أو حتى طالباً في الجامع ، ليحكم قبضته ويتفرد هو وحزبه الإخواني بالحكم ويفرض سيطرته وهيمنته على البلاد بالقوة .
حيث يواصل حملاته القمعية والتعسفية لتصفية خصومه ، واعتقال وتوقيف المعارضين له ولسياساته في مختلف المناطق بحجج وذرائع مختلفة لاسيما محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في تموز من العام 2016 ، التي أصبحت الشماعة الدائمة التي يتذرع بها لتبرير ممارساته وأفعاله الاستبدادية ، ونفذ بحجتها حملة اعتقالات وإقالات واسعة طالت عشرات الآلاف في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، إضافة إلى سياسة كم الأفواه التي انتهجها ولايزال من خلال قمع حرية الصحافة وإغلاقه للعديد من الصحف ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ، وصولاً إلى فرض حالة الطوارىء في البلاد ، إضافة لذلك فإن نظام أردوغان الاستبدادي والمحسوبية في حكمه أثر بشكل كبير على القضاء وقوض القطاعين الاقتصادي والتعليمي في ظل حملات القمع والاعتقال التعسفية التي يقوم بها هذا النظام والتي طالت أكثر من 4 آلاف قاض ، إضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة والمحامين والصحفيين والموظفين الحكوميين وغيرهم من أطياف المجتمع التركي .
فحتى الطلاب في الجامعات لم يسلموا من بطش أردوغان وسلطاته ، واليوم شن عناصر شرطة النظام التركي حملات أمنية جديدة ضد طلاب جامعة البوسفور في اسطنبول الذين يواصلون احتجاجاتهم على تعيين “مليح بولو” رئيساً للجامعة بقرار من أردوغان ، واعتقلت 36 طالباً ، وتم توجيه تهمة الانتماء لتنظيمات إرهابية إلى بعضهم ، وحظر جميع أنواع التجمعات والمظاهرات والمسيرات في بعض المناطق ، ما يعكس حالة القلق والذعر لدى سلطات أردوغان التي أدخلتها تلك الاحتجاجات إلى قلب أردوغان وزمرته خوفاً من أن تتحول هذه الحركة الطلابية إلى حركة احتجاج عامة على القمع الممارس والأوضاع السيئة على غرار ما حدث عام 2013 ، حيث تحولت حركة الاحتجاج على قطع أشجار في ميدان تقسيم إلى احتجاجات عمت كل تركيا .
ولم يعد خافياً على أحد أن ممارسات نظام أردوغان الاستبدادية والقمعية تلك واستمراره بها أدخلت البلاد في سلسلة أزمات خارجية وداخلية متفاقمة وأدت إلى تردي الأوضاع السياسية والأمنية مع تراجع الاقتصاد التركي إلى درجة الركود ، وبالتالي لتعزز تدني شعبيته جراء سياساته الداخلية والخارجية الفاشلة ، والشعب التركي ضاق ذرعاً جراء تلك الممارسات ، ولابد أنه سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه التحرر من قيود هذا الفاشي الأرعن الذي يغوص يوما بعد يوم في وحول أفعاله القذرة ، وسيحاسبه على كل الجرائم التي اقترفها