من يستمع إلى التصريح الجديد لوزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي “حول تحذيرها من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى سورية والعراق”، يخيل له للوهلة الأولى أن هذه الوزيرة وحكومتها يعملان ليلاً ونهاراً من أجل القضاء على الإرهاب.
ولكن بحسبة بسيطة جداً، لو كان كلام الوزيرة الفرنسية صحيحاً بأن الفرنسيين مهتمون بالقضاء على “داعش”، لكان هذا الأمر قد حسم منذ فترة طويلة، خاصة وأن بلادها ليست بعيدة عن ساحة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى منذ أن ظهرت للعلن، بل هي لاعب أساسي فيها من خلال مشاركتها في ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية من خارج الشرعية الدولية، ولا زالت فرنسا طرفاً أساسياً فيه.
ولو كانت تحذيرات باريس من عودة نشاط داعش صادقة، في سورية على الأقل، كان حرياً بها أن تقف وتدعم دمشق في معركتها ضد الإرهاب بكل تفرعاته وتسمياته، بدلاً من الاستمرار في النهج الأميركي الذي لم يجلب للشعب الفرنسي سوى القتل والدم بيد ذات الإرهاب الذي يفتك بالسوريين منذ عدة سنوات بدعم مباشر وغير مباشر من الحكومات الأميركية والفرنسية والأوروبية الأخرى.
ومن يستعرض مجريات الأحداث في السنوات الأخيرة التي شهدت انتشاراً واسعاً لداعش في العراق أولاً، ومن ثم في سورية يجد أن الدور الفرنسي الداعم للإرهاب واضحاً وضوح الشمس، ولا يمكن أن تحجبه كل غرابيل النفاق السياسي التي اعتاد عليها الغرب ككل.
وفي الختام.. فإن حديث الوزيرة الفرنسية حول عودة داعش إلى النشاط نذير شؤم، لأنه من المؤكد لم يخرج من الذات الفرنسية بل هناك إشارة أميركية أوعزت لحكومة إيمانويل ماكرون لإطلاقه في هذه المرحلة، وذلك في سياق تحضيرات واشنطن المربكة هذه الأيام، لإدارة ملف الإرهاب الداعشي في الأيام المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
حدث وتعليق- راغب العطيه