أصبح تأمين الاحتياجات اليومية للمواطن أشبه بضرب من الخيال، بعد أن حلقت الأسعار وطالت عنان السماء.. ومن يدفع الثمن!! إنه المواطن صاحب الدخل المحدود، أما من احترف التجارة فلا بأس عليه ولا ضير.. فهو في سباق مع منافسيه من أصحاب رؤوس الأموال يتبادلون السلع والمصالح فيما بينهم، كلهم رابح على طريقته.
يطال الغلاء جوانب الحياة كافة، تبدأ من القوت اليومي للمواطن، وقد تنتهي عنده، فلا طاقة له حتى أن يحاول الحصول على أكثر من ذلك، الأمر متعلق بكل شيء.. المشرب، المأكل، المسكن، التعليم، الطبابة، وسائل النقل والاتصال والتدفئة وما إلى هنالك.
ارتفاع جنوني يقره الجميع.. ولم يعد يقتصر على تاجر محتكر، بل هي أسعار علنية حتى في المؤسسات والجمعيات الاستهلاكية، لذلك فإن إنعاش الوضع الاقتصادي لا بد أن يكون بزيادة كتلة الرواتب والأجور للموظفين، والتي ستنعكس بشكل إيجابي على حركة الاقتصاد الوطني من جهة وتحسين الوضع المعيشي من جهة أخرى، شرط ألا يتزامن ذلك مع ارتفاع جنوني وجائر للأسعار، كما يحصل دائماً.
إنها بورصة لا تعرف حداً ولا رادعاً، فقط تواكب سعر الصرف وكأننا نتقاضى أجورنا بالقطع الأجنبي.. فليتذكر الجميع أننا نتعامل بالليرة السورية، وليكف الجميع عن دعم الدولار وخفض قيمة الليرة، وليكن هناك سقف للأسعار حتى لا تذهب تلك الخطوة سدى.
إننا نتحدث عن تأمين حياة معيشية يومية، ولم نتحدث عن رفاهية أو خطط مستقبلية أو فكرة ادخار من الدخل الشهري.. فعامة المواطنين من ذوي الدخل المحدود وليسوا أصحاب ملايين يتشاركون أرباحاً ويتبادلونها في قطاعات مختلفة واستثمارات متعددة تشمل جميع متطلبات الحياة تعود عليهم بالرفاهية ورغد العيش بينما تثقل كاهل الكثيرين.
أروقة محلية- عادل عبد الله