الكثير من علامات الاستفهام، وإشارات التعجب، يثيرها هذا الصمت الدولي المطبق حيال ما تشهده سورية من عدوان منظم، وإرهاب ممنهج، وجرائم ومجازر بحق المدنيين، أو ما تعانيه جراء عقوبات غربية وأميركية قسرية وأحادية الجانب، أو حتى من تعمد رأس الإرهاب الأميركي، ومعه نظام الانتهازية التركي سرقة خيرات السوريين، وثرواتهم النفطية، ومحاصيلهم الزراعية، ونهب آثارهم الثمينة، ومعاملهم، وتدمير بناهم التحتية، دون أن ننسى أيضاً الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة بين الفينة والأخرى، والتي تأتي لنجدة العملاء والمرتزقة على الأرض، ولإطالة أمد الحرب العدوانية ما أمكن.
أين أنتم من كل ذلك؟!.. هو سؤال برسم المجتمع الدولي وهيئاته الأممية، لماذا ترون بأم العين وتصمتون؟!، لماذا لا تدينون وتعاقبون وتحاسبون؟!، أوليس تعمد قتل السوريين، وترهيبهم، وابتزازهم بلقمة عيشهم، ونهب قوتهم، وقوت أبنائهم، والمساس بأمنهم، واستقرارهم، وحرمانهم من حقهم في الحياة، والعيش بسلام، هي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، بل وربما أيضاً تصل إلى جرائم إبادة جماعية؟!.
هل هو التواطؤ مع القتلة، ومجرمي الحرب الأميركيين، والإسرائيليين، والانتهازيين الأتراك إذاً، والقبول الضمني، بل حتى الدعم وإن كان من تحت الطاولة، ومن وراء الستار، لكل هذا الصخب العدواني، والضجيج الإرهابي، والحراك التصعيدي، أم هو الخنوع والإذعان المطلق، خوفاً على المناصب، والأجور، والمقابل المادي الذي يتقاضاه مسؤولو هذه المنظمات الأممية، باعتبارهم أولاً وأخيراً موظفون يتقاضون معاشاتهم من مشغليهم، ويدينون بالولاء والتبعية لمن أوصلهم لتلك الكراسي التي يشغلونها اليوم؟!.
اللافت أن مسؤولي هذه المنظمات الدولية، وهكذا وبقدرة قادر، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، إذا كان الأمر يتعلق بتحرير بواسل الجيش العربي السوري لمنطقة جغرافية معينة، أو ناحية، أو قرية ما، وكذلك يسارعون إلى عقد الاجتماعات والمباحثات، كلما شعروا بقرب اجتثاث الإرهاب من الجغرافية السورية، وبأن إرهابيي أميركا وتركيا من “داعش” أو “نصرة” أو أي تسميات أخرى باتوا قاب قوسين أو أدنى من نهايتهم عن بكرة أبيهم، فكيف نفسر ذلك؟!.
السوريون لا يعولون على الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن الذي ليس له من اسمه شيء، وإنما كل التعويل على مؤسستهم العسكرية، فبهمة حماة الديار وحدها ستعود الأمور إلى موازينها، وسيعود الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع الوطن، حيث لا إرهاب، ولا عملاء، ولا احتلال، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
حدث وتعليق – ريم صالح

السابق
التالي