رغم انشغال أميركا بأزمتها الداخلية، وانقلاب مواطنيها على قيمها “الديمقراطية” المزيفة، واقتحامهم لمبنى “الكابيتول” أحد أهم رموز سيادتها، ورغم أن الأسبوع الأخير المتبقي للخاسر في انتخاباتها دونالد ترامب قد يدخلها في نفق مظلم نتيجة تصرف أرعن أو قرار طائش من قبل هذا الأخير وفريقه العدواني العنصري، كما اعتاد العالم عليهم خلال ولايتهم التي أثقلت كاهل البشرية لأربع سنوات، ورغم أن الكيان الإسرائيلي ينتقل من أزمة إلى أزمة، رغم كل ذلك مازالت أميركا وكيانها الغاصب يمارسان الإرهاب والعدوان وكأن شيئاً لم يحدث داخل أسوارهما المنهارة.
لا بل إن هذه الجرائم والموبقات والإرهاب ضد شعبنا ومنطقتنا، والتي تصر أميركا وكيانها العنصري على المضي بها رغم أزماتهما تؤشر إلى حالة بات يعرفها القاصي والداني، وهي أن الكيان الإسرائيلي لا يمكن أن يخلع جلده الإرهابي، وأن أميركا تستمر بإرهاب الشعوب بغض النظر عمن يحكمها من الديمقراطيين أو الجمهوريين، وأنها ماضية بسياسات الغطرسة والنهب والغزو والاحتلال سواء أكان ترامب في البيت الأبيض أم بايدن، وسواء جاء إلى الواجهة ما تسميهم واشنطن الحمائم أم الصقور، وأن كل ما يجري في داخل أسوارها لا يلغي تلك السياسات المدمرة ضد الشعوب، حتى وإن كان ما يجري خطيراً ومدمراً لأميركا ذاتها.
وفي نظرة سريعة إلى العدوان الإسرائيلي فجر اليوم على مواقعنا في دير الزور والبوكمال وتوقيته وأهدافه المشبوهة بدعم الإرهابيين، وكذلك إن قرأنا أفعال وتصريحات الساسة الأميركيين سواء من إدارة ترامب الحالية أم إدارة بايدن القادمة حول التطورات في سورية ندرك حقيقة ما نقول، فكل إرهابهم وكل ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال يؤكد بشكل جازم استمرار سياساتهم العدوانية ضد شعبنا.
وقد رأينا الاحتلال الأميركي خلال الأيام الماضية وهو يسعر إرهابه في الجزيرة السورية ويتماهى مع الأجندات الصهيونية، ويوعز لمرتزقته من تنظيم “قسد” لتصعيد جرائمهم بحق أهلنا هناك، من تهجيرهم وسرقة لثرواتهم ومحاصيلهم وممارسة الترهيب والبلطجة بحقهم لإحداث التغيير الديمغرافي الذي يخدم أجنداتهم الانفصالية.
من هنا ندرك أن العدوان الصهيوني الغادر والتصعيد الهمجي الأميركي ضد شعبنا لم يأت من فراغ، بل لتحقيق الأجندات الاستعمارية التي فشلت حتى اليوم بفضل صمود شعبنا وثبات جيشنا، وخصوصاً بعد إخفاق الاحتلال العسكري الأميركي المباشر للأراضي السورية بتحقيق أهدافه، وإخفاق ما يسمى “قانون قيصر” بتحقيق مراميه، وإخفاق خطوات الحصار المختلفة التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها الغربيون والإقليميون، وبعد إفلاس الكيان الصهيوني وأقطاب منظومة العدوان على كل الصعد.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة