الثورة أون لاين – تحقيق فادية مجد:
سنوات طويلة مضت على إنجاز مشفى سبة الوطني (خزنه) في ريف صافيتا البعيد والذي استلمته مديرية صحة طرطوس منذ عام ٢٠٠٨ من أحد المتبرعين، وكان من المقرر أن يتم وضعه في الخدمة خلال سنوات قليلة من تسليمه نظراً للحاجة الماسة له في منطقة واسعة تفتقر لمشفى عام، لكن رغم المطالبات العديدة والمناشدات من قبل أهالي منطقة سبة والمناطق المجاورة لهم والكتابات الصحفية الكثيرة عنه لم تدفع باتجاه وضع المشفى في الخدمة حتى الآن؟!
أغلب الأهالي الذين تواصلنا معهم عبروا عن معاناتهم نتيجة تكبدهم مشقة الذهاب لطرطوس للعلاج واستيائهم الشديد للماطلة والتأخير الكبير والمقصود لتشغيل المشفى؟! ولفتوا إلى أنه من حقهم أن يكون لديهم مشفى يقدم الخدمات الإسعافية والعلاجية والعمليات ويوفر عليهم أجور المعاينات الطبية التي فاقت الخيال في العيادات الخاصة.
المنطقة تفتقر لمشفى عام..
المدرس المتقاعد عدنان عيسى من أبرز المتابعين لقضية مشفى سبة الوطني والعارف بمراحله وحيثياته قال: المشفى مهم جداً بالنسبة لأبناء المنطقة ولكل مواطن ليس في قطاع ناحية سبة ومنطقة صافيتا فقط، بل لكل مواطن في القطر، لأنه مشفى عام وفي حال تشغيله سوف يخدم قطاعاً جغرافياً كبيراً، فمن الجنوب يخدم القرى التابعة لمنطقة تلكلخ وشرقاً حتى مدينة مصياف، وشمالاً قرى الشيخ بدر والدريكيش، وغرباً مدينة صافيتا وما يجاورها، علماً أنه لا يوجد في قطاع مدينة صافيتا، كثاني أكبر منطقة من مناطق محافظة طرطوس، مشفى وطنياً غير هذا المشفى الذي طال انتظارنا لتشغيله في ظل المعاناة من غلاء الأدوية والفحوص الطبية والتحاليل في المخابر الخاصة، وأجور نقل المرضى وإسعافهم والتي تفوق قدرتنا المادية، وكل ذلك في ظل ضائقة اقتصادية غير مسبوقة.
التجهيزات الطبية متوافرة مع الكادر
وأضاف عيسى: الأجهزة الطبية التي سلمتها مديرية صحة طرطوس للمشفى موجودة فيه منذ عام ٢٠١٤، والمشفى لا ينقصه شيء، وطاقمه من الممرضين جاهز ومعظمه مفرز إليه أصولاً، وناحية المشتى ومنطقة صافيتا فيها العديد من الأطباء ومن كافة الاختصاصات للعمل في المشفى
فإلى متى هذا التأخير والتسويف؟!
القرار لوزارة الصحة..
وأشار عيسى إلى تجاوب محافظ طرطوس معهم ودعمه الكبير لمطلبهم المحق، ولكن القرار يعود لوزارة الصحة في ذلك. لافتاً إلى أنه كان على رأس الوفد الذي التقى وزير الصحة السابق نزار يازجي والذي شرح له المعاناة والحاجة الماسة لتشغيل المشفى، وأن لا شيء يؤخر افتتاحه كون الأجهزة الطبية موجودة فيه، ولكنهم لم يلقوا الاستجابة وقتها من قبل وزير الصحة السابق.
وبين عيسى أنهم يعقدون الآمال الكبيرة بأن ينظر وزير الصحة الحالي بأمر المشفى ويسرع بإصدار قرار تشغيله، رأفة بحال شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود، وخدمة علاجية وإسعافية واقتصادية في حال افتتاح المشفى.
الشركة المنفذة..
مدير الشركة العامة للبناء والتعمير بطرطوس المكلفة بتأهيل مشفى خزنة الوطني المهندس أكرم ديب أوضح أن المشروع شبه منته باستثناء أعمال بسيطة متضمنة تلميع بلاط ووجه دهان وتركيب ستائر في كافة الطوابق، وهذا ينجز خلال أقل من شهر قبل موعد تسليم المشروع.
صعوبات أعاقت التسليم..
وعن الصعوبات التي أدت لعدم تسليم المشروع ضمن مدته العقدية ذكر أن أبرزها الظروف الأمنية التي كانت سائدة خلال الأعوام السابقة، وتعديلات بالدراسة وارتباط أعمال ملحق العقد بالعقد الأساسي، وانتظار الانتهاء من دراسة الملحق وتصديقه، وعدم توفر الاعتمادات المالية خلال الأعوام الخمسة الماضية، والإعلان لمرات كثيرة لتقديم تجهيزات المشروع من وحدات معالجة الهواء الفاسد ومراوح الطرد ونظام الإنذار عن الحريق وشبكة الغازات الطبية، وعدم تقدم أي من العارضين، وعدم القدرة على استكمال أعمال المشروع نتيجة انتظار ورود الرد بخصوص تحديد أماكن توضع بند وحدات معالجة الهواء، إضافة إلى موضوع تفريغ القبو من التجهيزات الطبية العائدة لمديرية الصحة حتى نتمكن من تجهيزه.
ولفت إلى أنه سيتم رفع كتاب انتهاء الأعمال خلال الشهر السادس من العام الحالي.
المحافظة..
من جهته عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الصحة في محافظة طرطوس جورج حنا اكتفى بالإجابة على اسئلتنا بالقول إن العمل جار لاستكمال العمل به وتأمين الكادر) ؟؟!!!
بعد أن اعتقدنا أنه سوف يكتب رده بعد التنسيق مع الصحة، وأنه سوف يعطينا معلومات دقيقة وتفاصيل أكثر وأسباب التأخير بوضعه وموعداً زمنياً تقريبياً لتشغيل المشفى؟!
مدير الصحة..
بدوره مدير صحة طرطوس الدكتور أحمد عمار ورداً على سؤالنا عن موعد تشغيل المشفى أكد أنه لا يعطي موعداً لتشغيله حتى يكون مسؤولاً عن كلامه، وحتى لا يدلي بمعلومة ويلام عليها فيما بعد من قبل الأهالي، لافتاً إلى أن التجهيزات الطبية الموجودة في المشفى بانتظار الشركة المسؤولة عنها لتجريبها ومعرفة مدى صلاحيتها للعمل
وأخيراً..
تأخير وتسويف ومماطلة مقصودة هذا واقع الحال، وكله خدمة للقطاع الصحي الخاص من مراكز وأطباء ومخابر، والذي يدفع الثمن المواطنون أصحاب الدخل المحدود.
إجابات غير مقنعة وغير منطقية من قبل الجهات المعنية خلال كتابتنا عن المشفى أكثر من مرة!.
وفي النهاية ليس لنا إلا أن نضع قضية مشفى سبة الوطني ومعاناة مواطنينا واستغاثاتهم لتشغيل المشفى برسم السيد وزير الصحة الدكتور حسن غباش فهل يتحقق حلم الأهالي ويوضع المشفى بالخدمة قريباً وينهي رحلة من التسويف أمتدت لسنوات طويلة؟! نرجو ذلك.