طوفان الحقائق الجارف أقوى من كلّ محاولات نظام الإرهاب الأميركي للمواربة، أو التزوير، والخداع، فواشنطن مدانة بكل مجزرة، أو عمل إرهابي، أو حصار، أو دعم للإرهابيين المرتزقة، أو استثمار، أو إعادة تجميع، وتشغيل تكفيرييها الدواعش، وتسليحهم وتوفير الملاذ الآمن لهم في المناطق التي تحتلها في الجزيرة السورية، هي ليست المرة الأولى التي تدان فيها، وتثبت إدانتها بالكلمة والصوت والصورة، بل هناك الكثير الكثير في هذا الصدد، والذي لا يعدّ ولا يحصى، ويعري بالمطلق نظام البلطجة الأميركية.
لذلك لم نستغرب قيام قوات الاحتلال الأميركي بنقل 70 إرهابياً من تنظيم (داعش) المحتجزين في سجن الثانوية الصناعية في مدخل مدينة الحسكة الجنوبي إلى قاعدتها غير الشرعية في التنف، فهذا الأمر يأتي في سياق مخطط واشنطن المدروس بدقة، والذي يهدف إلى إعادة الحياكة مجدداً على نول الإرهاب المهترئ، لاسيما وأنّ كلّ طروحات الولايات المتحدة وسيناريوهاتها التخريبية الفوضوية المعدة لسورية قد باءت بالفشل، فلا لغة المفخخات والأحزمة الناسفة قد نجحت، ولا لغة الحصار وعصا (قيصر) المنخورة قد أدت غرضها، فكان البديل العودة إلى المربع الداعشي، حيث التوجه إلى الخطة البديلة، أي الخطة الأكثر إرهاباً، وإجراماً، ودموية عبر إعادة تلميع، وتجييش، وإصلاح ما عطب، أو انتهت صلاحيته، من دمى داعشية، لإعادة زجها من جديد في المشهد الميداني السوري، بانتظار صانع الإرهاب العالمي، وإشارة الصفر، للبدء بالهجمات الإرهابية في المكان والزمان الذي ينسجم والمخططات البنتاغونية.
مهما حاولت أميركا، وبدلت من سيناريو إرهابي سياسي، أو ميداني، أو اقتصادي، إلى آخر، ومهما جندت من إرهابيين دواعش، واستثمرت من عملاء انفصاليين من زمرة (قسد)، ومن على شاكلتهم، فإنها لن تفلح، فالنصر كان وما زال سوري الهوى والجغرافية والانتماء، والعبرة في الخواتيم.
حدث وتعليق – ريم صالح