في الوقت الذي بدت فيه الحاجة ملحة وضرورية لمزيد من العمل وتوضيح الأدوار وتفعيلها بقوة وبطرق وأساليب جديدة وعصرية تواكب متغيرات يومية وتطورات متسارعة على جميع الأصعدة، كانت الجهات المعنية بالأمر شبه غائبة في الحضور والعمل والقيام بالمهام التي أنيطت بها كما يجب لأهداف وغايات عدة وفق الظروف والامكانيات المتاحة.
إذ تجمع آراء كثيرة على أهمية برامج الدعم النفسي والتربوي وأثرها الكبير في نفوس شرائح مجتمعية عدة خاصة الآطفال والشباب، حيث تحتاج هذه المرحلة العمرية الكثير من التوجيه والدعم والرعاية المتكاملة، والتنشئة السليمة لبناء جيل مزود بالعلم والمعرفة والثقافة، وقادرعلى مواجهة التحديات وتجاوز ما قد يعترضه من عوائق ومشكلات .
وبالرغم من دور المدرسة المهم في العمل على برامج الدعم النفسي للطلبة عبر ما يمكن أن يقوم به المرشدون النفسيون والاجتماعييون من أدوار من شأنها حل مشاكل الطلبة أو التخفيف منها عبر معالجة قضايا مختلفة تواجه الطفل، وخاصة في الظروف الصعبة التي تحدث أزمات أكثر تعوق الطالب من متابعة مسيرة تعليمه وعيشه لتفاصيل حياته اليومية كما بقية الأطفال الآخرين، بدت أيضاً غائبة.
فسنوات الحرب العدوانية على سورية كان لها آثارها السلبية النفسية والمجتمعية على نفوس الأطفال، وأحدثت كثيراً من المشاكل، فمنهم من وجد نفسه خارج المدرسة، وآخرون تأخر تحصيلهم الدراسي، ومنهم من فقد المعيل لأسرته، وهناك من وجد نفسه إضافة لدوامه المدرسي يعمل وبمشقة ليساهم في مد يد العون لأسرته في تأمين متطلبات الحياة المعيشية اليومية المتزايدة صعوبة.
ومع مشاكل وتحديات وجدت و تفرزها الظروف الصعبة تعلق أدوار مهمة في العمل على كثير من الجوانب والتفاصيل المتعلقة بالأطفال والطلبة، وخاصة عمل منظمات وضعت على عاتقها هدف الرعاية والاهتمام، فأين هي الطلائع والشبيبة، إضافة لدور المدرسة وباقي الجهات التي تعنى بذات الجانب عبر تشاركية وتوأمة لتقديم كل ماهو مفيد في ذلك.
وكون طفل اليوم لم يعد كما هو طفل الأمس لأسباب مختلفة، ستكون آليات التعامل أكثر صعوبة، ومن ذلك تتوضح ضرورة تفعيل البرامج النفسية والمجتمعية والعمل عليها والتركيز على المواضيع والأهداف التي تحقق وبالتكامل مع باقي الأدوار رفع الروح المعنوية للطفل وتقديم الدعم لبناء جيل أكثر قوة وحصانة.
حديث الناس – مريم إبراهيم