الثورة اون لاين- ادمون الشدايدة:
يبدو أن فيروس كورونا آخذ بالاتجاه نحو تطوير نفسه إلى نسخ متعددة تدخل العالم في دوامة القلق لما سيؤول إليه المشهد في المراحل القادمة مع انعدام أي نتائج إيجابية قد توقف انتشار الفيروسات على اختلاف أشكالها ونسخها حتى هذه اللحظة، حيث بدأ مسار النسخة التي ظهرت في بريطانيا بالتوسع ليشمل انتشارها ما يقارب الستين دولة ومنطقة حول العالم، وفق ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
الصين التي تقدمت بعملية التصدي لفيروس كورونا على عكس دول الغرب وأصبحت قاب قوسين من القضاء عليه، تجد نفسها في مواجهة الفيروس المتحور بعد اكتشافها إصابات أولى في بكين، ما يشكل إنذارا خطيرا بالنسبة لها، حيث رفعت من إجراءاتها الاحترازية من خلال إغلاق خمسة مجمعات سكنية في داشينغ، إحدى ضواحي جنوب العاصمة، بعد رصد بضع حالات إصابة بوباء كوفيد -19 فيما تكافح عدة بؤر إصابات صغيرة.
في غضون ذلك قالت منظمة الصحة العالمية التي تقف على كل تلك التطورات في نشرتها الأسبوعية حول وضع الوباء إنّ النسخة المتحوّرة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا ويعتقد أنّها أكثر عدوى من النسخة التي ظهرت في بريطانيا إلا أنها تنتشر بشكل أبطأ، رُصدت من جهتها في 23 دولة ومنطقة لغاية اليوم، بزيادة ثلاث مرات عن العدد الذي سجل في 12 كانون الثاني.
وأشارت المنظمة إلى أنها تراقب انتشار نسختين أخريين ظهرتا في البرازيل وهما “بي1” التي رصدت في ولاية أمازوناس وعثر عليها أيضا في اليابان لدى أربعة أشخاص قادمين من البرازيل، ونسخة متحورة أخرى.
أما الولايات المتحدة ومع استلام جو بايدن الرئاسة الأميركية فيبدو أنها أعادت حساباتها في علاقتها مع منظمة الصحة العالمية وذلك في ظل تسجيل أكبر عدد إصابات في العالم مع أكثر من 24 مليوناً، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز، وكذلك أكبر عدد وفيات ناجمة عن المرض، حيث أمر بايدن فور وصوله إلى واشنطن عشية حفل تنصيبه، بإعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية بعد أن سحب ترامب بلاده منها عام 2020، معلناً عن عدة تدابير ومراسيم في هذا المجال في طريقها للتنفيذ الإجباري.
إلى أوروبا التي تعاني كثيراً من انتشار الفيروس، ومع ظهور النسخة الجديدة في بريطانيا، فلا يزال التخفيض المؤقت والتأخر في عمليات تسليم جرعات لقاح فايزر/بايونتيك، يثير الجدل، ويأتي ذلك مع بدء ارتفاع تعداد الوفيات ليصل إلى أعداد قياسية لاسيما في بريطانيا والبرتغال التي باتت البلد الذي يسجل أكبر عدد من الإصابات نسبة إلى عدد سكانه البالغ عشرة ملايين نسمة.
وأعلنت بريطانيا أنها ستغلق اعتباراً من اليوم الأربعاء حدودها أمام الوافدين من كافة دول أميركا الجنوبية والبرتغال بسبب النسخة المتحورة الجديدة في البرازيل.
في المقابل تتسابق الدول حول العالم مع الزمن للوقوف على لقاحات وإجراءات وقائية قد تخفف من وطأة تلك المصائب، حيث أطلقت ستون دولة ومنطقة على الأقل، تضمّ 61% من سكان العالم، حملات تلقيح وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس، لكن تسعين بالمئة من الجرعات التي تمّ حقنها تتركز في 11 دولة.
فمن الهند الى البرازيل وصولا إلى روسيا تتواصل حملات التلقيح الواسعة النطاق كما يحصل في كل أنحاء العالم تقريبا وسط تحديات لوجستية هائلة، وتوجس من المشككين أو حتى المعارضين للقاح.