يقيننا النصر ولا شيء سوى النصر، هذا شعار السوريين الذي تربوا عليه ورفعوه في المناسبات كافة، بل يعيشونه قولاً وعملاً وليس من باب البلاغة التي يفاخر بها الكثيرون ولا شيء بعدها إلا الوهم، سورية الشعب والدولة والقائد كان الوعد بالنصر على هذه الحرب العدوانية، واليوم بعد عشر سنوات من التضحيات التي أذهلت العالم كله، تحقق النصر فعلاً.
الثمن غال وكبير، ولكنه مصون بالدم والكرامة والكبرياء، وصناعة الهوية التي نعتز بها، فما من بقعة في العالم قريبة أو بعيدة إلا ويعرف من فيها أن سورية رسمت خطاً جديداً وأفقاً في العالم يعيد التوازن، ويزرع الأمل بالقدرة على الخلاص من الكابوس الأميركي المهيمن على الكثير من الدول التي لا تستطيع الخروج من دائرة غطرسته.
سورية التي تمضي في بناء النصر الميداني، والعمل على إنجاز عودة عجلة الإنتاج التي تعني القدرة على تفعيل الطاقات الكامنة سوف تحقق هذا الإنجاز الكبير كما حققت النصر الميداني، وهو عمل دؤوب وقدرة على تفكيك الألغام الكثيرة التي يزرعها المعتدون ومن يمولهم في الضخ الإعلامي المضلل لعلهم- كما يظنون- يحققون بعضاً من أوهامهم- وبالتأكيد سيكون الأمر هزيمة مدوية لهم، كما هزموا في الميدان.
وما يراهن عليه ممن باعوا أنفسهم ليس إلا رمالاً متحركة لا يمكن أن تستقر ببساطة، لأنها تعرف أن من تستخدمهم قد تم استهلاكهم ولم يعد بالإمكان تدويرهم وإعادة استخدامهم أكثر من ذلك.
وطن بحجم سورية شعباً وجيشاً وقيادةً وثباتاً وصموداً ونصراً، وقدرة على الابتكار وتوجيه الإمكانات والقدرات، هذا الوطن يعني بكل وضوح أننا متجذّرون هنا، وكل شيء غير يقين النصر لا مكانة له في قاموسنا مهما كانت التضحيات، النصر أو النصر لأننا سوريون ولاخيار غير ذلك، وهذا ما يليق بسورية التي غيّرت العالم ووجهت بوصلته.
من نبض الحدث – ديب علي حسن