تصطف جموع كبيرة من الرجال والنساء والأطفال يومياً أمام الأفران من أجل الحصول على خبزهم اليومي عبر البطاقة الذكية، في ظل أزمة خانقة متجددة تنعش معها بيعه في السوق السوداء، بالرغم من توفر رغيف الخبز وعدم انقطاعه، والذي يعتبر المادة الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية.
بعد تطبيق نظام الشرائح ارتاحت الأفران بعض الشيء من الازدحام، لكن مشاهد الازدحام عادت من جديد في إشارة إلى تفاقم المشكلة، حيث لا تزال المعاناة التي يعيشها المواطنون مستمرة منذ فترة دون قدرة المعنيين على حلها، أو تخفيف أعبائها الملقاة على كاهل المواطنين.
هذه المعاناة يشهدها فقط – ذوو الدخل المحدود- الذين لا قدرة لهم على شراء ربطة الخبز إلا من الفرن وبالسعر المدعوم.. فمنهم من يتجنب الازدحام بالقدوم باكراً إلا أن الاكتظاظ هو المسيطر، وآخرون باتوا يجرون مناوبات على الدور، وآخرون قد ينتهي انتظارهم بلا فائدة مع نفاد مخصصات الفرن، لتبدأ رحلة التنقل من فرن إلى آخر.
بالمقابل أصحاب البسطات أو من امتهن بيع الخبز أمام الأفران يحصلون عليه بسهولة ويسر- بالتعاون مع بعض العاملين في الأفران- ويتحكمون ببيعه، في حين لا يستطيع المواطن الحصول إلا على مخصصاته عبر البطاقة!! الأمر الذي دفع بأسعار الخبز إلى ارتفاع خيالي، فوصل سعر ربطة الخبز خارج الأفران إلى ما بين 500 – 1000 ليرة سورية، وهو رقم ليس بقليل إذا ما قورن بالحاجة اليومية للأسرة والدخل الشهري.
يبقى السؤال حول كيفية وصول الخبز إلى البسطات.. والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من عمل الأفران!؟ خاصة بعد تأكيد التصريحات العديدة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأنه سيتم التعامل مع هذه الظاهرة ومنع أي عامل داخل الفرن من بيع الخبز لتلك البسطات.. فالخبز المدعوم يكلف المواطنين ساعات طويلة للحصول عليه.. عسى أن تلقى الأيام القادمة انفراجات عديدة.
أروقة محلية- عادل عبد الله