نعيش هذه الأيام عز أربعينية الشتاء حيث شهدت الأجواء مؤخراً ثلوجاً وأمطاراً وعواصف عمت جميع المحافظات انخفضت خلالها درجة الحرارة إلى مادون الصفر ليلاً، وأصاب محافظة طرطوس تنين بحري ألحق أضراراً كبيرة في المزروعات والبيوت البلاستيكية تحديداً ومازاد الطين بله وقوع موجة الصقيع التي تؤثر كثيراً على هذه المزروعات في شتى المناطق، هذه الظروف الجوية ومارافقها من ارتفاع في أسعار الخضراوات والفواكه لازالت تداعياتها مستمرة برودة في الطقس أو ارتفاعاً في الأسعار حتى الآن رغم سطوع الشمس وتحسن ملحوظ في الأجواء يقابلها معاناة حادة ومستمرة منذ وقت لاباس به من عدم توافر وسائل التدفئة من غاز وكهرباء ومازوت/ حيث زادت الحاجة إليها وأصبحت هذه المستلزمات أكثر من ضرورة بل مسألة عيش وحياة..
من الطبيعي والبديهي أنه خلال انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار والثلوج وهجمة الشتاء كما يقال تصبح الحاجة إلى وسائل التدفئة ومتطلباتها أكثر إلحاحاً وضرورة وتنتفي قدرة المرء على التحمل والجلد في ظل غياب شبه تام لهذه الوسائل وازدياد الطلب عليها كما أنه من الطبيعي جداً والبديهي أن تأخذ الجهات المعنية المسؤولة عن المشتقات النفطية وعلى رأسها الحكومة هذه الحالة على محمل الجد وتوليها الرعاية والأولوية وتضع برامج وخطط في الحد الأدنى تخفف من وطأة النقص الشديد إلى درجة غير معقولة في وسائل التدفئة ومستلزماتها وتتعامل مع الواقع الذي يفرضه الشتاء القارس بجدية من خلالها خطة عمل مسبقة تؤمن إلى حد ما الغاز ومازوت التدفئة ونسبة جيدة من الكهرباء، وهذا ما لم نلمسه في واقع الحياة اليومية حيث لا غاز ولا مازوت ولا كهرباء أيضاً ولا بنزين يؤمن حد أدنى من الحاجة ليبقى المواطن في حيرة من أمره وفي نقاش وأخذ ورد ومناكفه مع هذه الجهات الموكل إليها تأمين هذه الضروريات!.
هذه الحالة القاسية والشديدة الوطأة على المواطن تتكرر وفي كل موسم شتاء تطال المواطن والمزروعات والمحاصيل ونحن في الإعلام وباستمرار نسلط الضوء على هذه المعاناة والمشكلات وننبه إليها، لكن كمن يصرخ في طواحين الهواء.
نحن جميعاً نعلم والمواطن أولاً أننا في حالة حرب عدوانية وحصار جائر وما إلى ذلك، لكن هذا يوجب علينا جميعاً أيضاً وعلى وجه الخصوص الحكومة أن تقترح حلولاً وتقدم خططاً ميدانية لها صفة الطوارئ وتأخذ أبعاداً وأشكالاً متعددة استثنائية وطارئة وفورية وأن تشرك بطريقة أو بأخرى جميع الفعاليات المحلية والأهلية والخاصة نصل من خلالها إلى نتائج وليس تنظير..!!.
حديث الناس – هزاع عساف