إن ترضي نفسك أولاً خير من إرضاء الآخرين ،فتلك مهمة صعبة ومعقدة والغاية لاتدرك بصيرتها في المجتمع.. فلو يتقن كل شخص منا أياً كان موقع عمله بإنجاز المهام الموكلة إليه والواجب المطلوب منه ،لكان الوقت كفيلاً بقتل الفراغ وحالات الملل والشعور بالكآبة والتعاسة، والاستغناء عن الانجراف بأحاديث هنا وهناك لاطائل منها إلا التعب ووجع القلب وصداع الرأس.وأخيراً الندامة على مافلت منك من هفوات عن قصد وغير قصد..وبات البعض يقتنصها لتبييض وجه لغاية ما،أو ترميم مدخل لمصلحة يدركها بداخله.
فإتقان العمل عبادة ،والإتقان هنا لا يأتي توصيفا بالجودة والحرفية والمهنية فقط، وإنما بالالتزام والإخلاص والتفاني بروح المسؤولية التي باتت عند الكثيرين من الناس لاسيما شريحة الموظفين في أماكن متنوعة أقل حظوة واهتماماً ولامبالاة.
أن يبقى البعض يعيش على أمجاد الماضي وماقام به كحصيلة في جعبته الإنتاجية والمهنية بات أمراً لايكفي في ظروفنا الحالية الصعبة والتي كادت تفقد الإنسان صوابه لقساوة أيامها ولياليها ،مايستدعي تحفيز فعل التحريض داخل النفس للنهوض والعمل والنشاط من جديد ،فأصل الفتى ماقد فعل في كل لحظة وكل يوم ،بغض النظر عن الظروف النفسية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة ..
الإنسان حكيم بفعل الطبيعة والفطرة وسياق الوعي الذي يمتلكه ،هكذا يفترض أن يكون بالوجه العام لأنه الأقدر على تقييم نفسه ،وإمكانياته وقدرته على فعل التوازن والاختراع في زمن الحاجة ..وبالتالي فإن خلق الدافع تجاه العمل وإتقانه بمحبة ورغبة هو النجاح المثمر في كل تفاصيل الحياة. لا أن نبقى نتكل و نتوكل على الأيام والظروف التي نتمناها كما نريد.
عين المجتمع- غصون سليمان