مع تكرار الهجمات الإرهابية على طريق دير الزور تدمر، واستهدافها للحافلات التي تقل المواطنين السوريين من مدنيين وعسكريين، يتأكد من جديد أن الولايات المتحدة الأميركية ماضية بحربها الإرهابية على سورية، وأنها لم تستخدم منطقة التنف وقاعدتها العسكرية غير الشرعية فيها من أجل حماية السوريين في مخيم الركبان كما تدعي، بل إنها وضعت قدمها الشريرة في هذه المنطقة، لتجعلها وكراً ومركزاً محمياً لتنظيم داعش الإرهابي ومنطلقاً لهجماته المبرمجة بحسب الأجندة الأميركية.
ونقلُ إرهابيي داعش من العراق أو من السجون التي تقيمها واشنطن بمناطق الحسكة والتي تم رصدها في الفترة القليلة الماضية، ينبىء بتكرار الهجمات الإرهابية على الطرق الدولية التي تربط المحافظات الشرقية بالمركز والعاصمة دمشق وعلى جميع الطرق في البادية السورية بشكل عام، وهذا ما لمسناه أيضاً من تصريح وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي من أسبوعين عندما حذرت من عودة تنظيم “داعش” إلى سورية والعراق، ومن المؤكد أن كلام الوزيرة الفرنسية مبني على معلومات وليس تحليلاً، خاصة وأن الحكومة الفرنسية شريك رئيسي إلى جانب الإدارة الأميركية في دعم الإرهاب، ما يعني أن كل المناطق المحيطة بالقواعد الأميركية ستشهد المزيد من الهجمات الإرهابية التي ينفذها إرهابيو داعش طالما هناك حماية لهم من قبل القوات الأميركية الغازية للأراضي السورية، وكذلك هناك تغطية جوية واسعة يؤمنها للإرهابيين طيران تحالف واشنطن الخارج على القانون.
وأمام هذا المشهد الملبد بغيوم الإرهاب الأميركي، والذي ينذر بمزيد من التصعيد من جانب التنظيم الإرهابي بدعم مباشر من منظومة العدوان ككل، نطرح السؤال التالي.. إلى متى ستبقى الولايات المتحدة تمارس عدوانيتها وهمجيتها على شعوب العالم ودوله؟
وإلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتاً على بلطجة وعربدة واشنطن؟ خاصة وأن هذه السياسة تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولمبادئ الأمم المتحدة، وأكثر من ذلك تعد خطراً جسيماً يهدد السلم والأمن الدوليين بمقتل.
حدث وتعليق- راغب العطيه