كم هو غريب حال نظام الإرهاب واللصوصية الأميركي، فهو يتمادى بعدوانه على سورية، وكأن جرائمه، وإرهابه، وبلطجته، لا ترى بالعين المجردة، والأدهى أنه يرتكب كل الموبقات السياسية، والإنسانية، والاقتصادية، والأخلاقية، ومع ذلك لا يخجل حين يقدم نفسه، بمظهر مختلف تماماً عن صورته الحقيقية التي تترجمها ممارساته الإجرامية على الأرض.
وحده المحتل الأميركي من يقف وراء معاناة السوريين، ليس مجرد كلام وإنما هي الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان، فهو دون أي منازع من أوجد الإرهابيين، واستثمر في جرائمهم على أراضينا، هو من سلحهم، وهو من وفر لهم الغطاء الجوي، وهو أيضاً من دربهم في غرفه الاستخباراتية، وتحديداً الدواعش منهم، كما أنه هو من يحارب السوريين، ويبازرهم، ويحاول ابتزازهم بقوت أطفالهم عبر عقوباته الاقتصادية الجائرة، وعبر قيصره غير الشرعي.
عندما ينقل نظام الإرهاب الأميركي خلال اليومين السابقين العديد من الأسلحة إلى قواعده غير الشرعية في الجزيرة السورية، وكذلك عندما ينقل عشرات الإرهابيين الدواعش من عدة سجون في ريف الحسكة إلى قواعده غير الشرعية في التنف، وعندما يمعن في نهب النفط والغاز، وكذلك حين يستمر في سرقة القمح السوري، فماذا يعني ذلك سوى أن هذا النظام الفاشي المارق هو رأس الإرهاب العالمي، وبالتالي فكل ما يثرثر به على الملأ، وينظر به في المحافل الدولية، لا يعدو عن كونه قناعاً يخفي وراءه أجنداته الاستعمارية، وأطماعه الكونية، التي لم ولن تتوقف عند حد سرقة ثروات السوريين، وممتلكاتهم، ومحاصيلهم الزراعية.
اللافت هنا أن كل هذا التكالب الأميركي، يتم اليوم في ظل إدارة (الديمقراطي) بايدن، الأمر الذي يؤكد لنا من جديد، أن لا اختلاف حقيقي جوهري يذكر في الأجندات، أو في المصالح، أو في السياسات الأميركية الخارجية بين جمهوري أو ديمقراطي، فكلاهما وجهان لعملة إرهابية عدوانية، استعمارية، نهبوية، ولصوصية واحدة.
ولكن مهما أوغل المحتل الأميركي في نهب ثروات السوريين، ومهما قامر بورقة الإرهاب الداعشي، إلا أن مشاريعه ستبوء بالفشل، وسترتد مكائده إلى نحره، فالحق سوري، والأرض سورية، والنفط والغاز والحبوب سورية أيضاً، وهي ملك للسوريين وحدهم، ولن يكون هناك مكان، أو تواجد للغزاة المحتلين، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
حدث وتعليق- ريم صالح
السابق
التالي