تنتشر لدى الكثير من الأسر، عادة مراجعة دروس الأبناء الوظائف والمذاكرات والامتحانات خارج المنزل، عند معلمات ومعلمين في بيوتهم، أو معاهد خاصة لذلك، وهذه العادة للأبناء من الصف الأول بالمرحلة الأولى من التعليم الأساسي.
يخرج الطفل أو الطفلة إلى المعهد أو إلى بيت المعلم أو المعلمة بعد عودته بوقت قصير، في مرات كثيرة قبل تناول طعام الغداء مع أبويه وأخوته، بعد أن أمضى نهاره في المدرسة.
ربما يحصل الطفل على مزايا أو جوانب إيجابية بشخصيته بالاختلاط بالمزيد من المعلمين والمعلمات والأقران في حال كانت الدروس في المعهد، ولعله يتمكن من دروسه أكثر، لكن السؤال عن الأثر النفسي والتربوي والعلاقة مع الأهل، في ظل هذا الغياب الطويل عنهم وعن بيته؟ هل خروج الطفل أو الطفلة حتى لو كانا يافعين أي في المرحلة الثانية من التعليم الأساسي مرة ثانية في نفس اليوم الدراسي بهدف حل الوظائف أمرا صحيحا حتى من ناحية العلاقة مع الأهل؟ أين مسؤولية الأبناء تجاه تحصيلهم العلمي، وتعبهم الذاتي لمراجعة الوظائف والتحضير للمذاكرات والامتحانات، وأين العلاقة العاطفية وامتدادها وتأثيرها على الصحة النفسية للأبناء عندما يجلسون مع أمهم أو أبوهم لمتابعة الدروس؟.
قد يرتاح الأبوان من عبء التدريس، قد يأتي الخريجون الجدد أو المعلمون والمعلمات فرصة لزيادة دخلهم، لكن ثمة إشارة استفهام كبيرة على الآثار السلبية لهذه الطريقة، وثمة سؤال عن النظام التعليمي الذي يغض النظر عنها، هل يقر القائمون والقائمات على التعليم أن الأبناء لا يحصلون على الكفاية في صفوفهم الأصلية فيخرجون بعد ساعات قليلة إلى غيرها؟.
عين المجتمع- لينا ديوب