كيف ينظر العالم إلى مايجري في سورية وفي الحسكة تحديداً !؟..تبدو العيون الأممية زجاجية وفم الإدانة والقلق الدولي أخرس حتى من (تأتأة) الجواب على ما يجري في المحافظة من حصار لرغيف الخبز وعلبة الدواء في زمن سياسي يبدو فيه خيار الأدوات (الميليشيات الانفصالية – والعصابات الإرهابية) هو الأوحد عندما تريد واشنطن أن تتحدث سياسياً!! وتقدم أوراقها وتعلن مخططاتها بعد رحيل ترامب وقدوم بايدن.
يبدو الحصار في الحسكة والذي يأتي وسط حصار أميركي على سورية محاولة أميركية جديدة لتوحيد الأوراق التي تبعثرت وخاصة في عداء قسد وتركيا وخروج الأمور عن سيطرة أميركا أمام المقاومة الشعبية وضغطها في الشرق السوري -يبدو حصار قسد للحسكة – إجراء خبيثاً من واشنطن حيث أعطت أوامرها للميليشيات الانفصالية التابعة لها لحصار أحياء المدينة ومنع الغذاء والوقود ومعاقبة الأهالي هناك حتى قطع السبل كلها أمامهم.
كل ما يجري في الشرق السوري والجزيرة يندرج في أجندة أميركا لخلق استعصاء في أي اتفاق أو تسوية أو فرصة لجلوس قسد على طاولة الحوار السوري السوري ..والأكثر من ذلك… تحاول أميركا تجاوز الخلافات بين تركيا و”قسد” بما يحقق مصالحها… فواشنطن تستعيد أوراقها السابقة وتنتشلها من حريق المرحلة.. تستحضر ما كان خلال عشر سنوات لدرجة أنها تعيد داعش إلى الواجهة وتفتح أمامه المدى الاستخباراتي لها واسعاً في التنف وفي البادية السورية حيث يحتل جنودها الأرض هناك.
أميركا حتى اللحظة لم تغير الأهداف في سورية ولاتريد الأخذ بالظروف الميدانية والدولية والإقليمية التي تغيرت فإضافة إلى انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان نضجت المقاومة الشعبية في الجزيرة والتي ستشكل النواة الأولى لطرد الأميركي، وخروج المظاهرات والاحتجاجات يمهد للعزيمة الشعبية السورية هناك.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي