بعقلية صهيونية، وممارسة استعمارية، تجاوزت ميليشيا “قسد” بجرائمها وممارساتها في محافظة الحسكة، ما يفعله الصهاينة في حصارهم للشعب الفلسطيني، واجرام الاحتلالين الاميركي والتركي، حداً منعت فيه دخول الدقيق والماء والمواد الغذائية الى مدينة الحسكة، فعلى أي رهان يتكئ هؤلاء المرتزقة.
في العموم الكل يعي حقيقة ماتسعى اليه ” قسد”وأي دور تلعبه ليكون ذاك الدور الوظيفي حصان طروادة خاصتها.. للدخول في دائرة المديح الأميركي، وصولا الى حالة الانفصال ” الوهم” عن الوطن الأم سورية، ولتكون في ذلك تابعة في كل امورها الى سيدها وولي أمرها المحتل الأميركي.
إذا ما عدنا إلى المحاولات الانفصالية في المنطقة برمتها، فمحاولة ميليشيا “قسد” الانفصالية ليست الأولى، بل استمرار لمحاولات عدة في المنطقة، بدأ أولها منذ مطلع القرن العشرين، وآخرها كردستان العراق، ولتفشل جميع تلك المحاولات.
دائما ما ينتعش حلم الانفصال في زمن الصعاب، فيتم استخدامهم من قبل اعداء الخارج كورقة سمسرة وضغط، وسرعان ما يركبون موجة الوعود الزائفة، لتبتلعهم أمواج المبازرة عليهم من قبل مشغليهم، في أول جلسة على طاولة التفاوض ولتعاد الكرة في كل مرة في هذه البقعة او تلك من جغرافيا المنطقة.
بلوغ ” قسد” مبتغاها الانفصالي في شرق سورية، هو حلم ابليس في الجنة، لثلاثة اسباب، أولها: ان الجيش العربي السوري والقيادة السورية التي رفضت الاستسلام والتسليم، بداية ومن ثم لاحقا في أوج الحرب الارهابية عليها، لن تسلم او تستسلم وهي في عز قوتها وانتصارها، وثانيهما أن ديمومة تلك (الدولة_ الوهم) مرتبط بديمومة الاحتلال الأميركي لمناطق في سورية والعراق، وهذا أمر محال، فالتاريخ لم يسجل استمرار احتلال دولة الى مالانهاية، وثالثها، انتفاء القبول من المحيط، الأمر الذي يجعلها ( مولوداً سقطاً) .
انبطاح ميليشيا ” قسد” امام المحتل الأميركي والانحناء له اكثر فاكثر حتى تحولت من مطية إلى مداس، لن يكسبها إلا الخيبات، والأجدى لو أنها تخندقت مع الجيش السوري والدولة الأم في مواجهة الإرهاب والاعداء، وأثبتت كما كان ينظر الجميع في سورية إلى المكون الكردي، ومازل ينظر اليه على أنه أحد مكونات النسيج السوري، لا كما يحاول أصحاب الرؤوس الحامية والانفصاليون في ” قسد” تصويرهم بأنهم أمة مستقلة، هذا التعنت والانكار كان السبب في احتلال النظام التركي لعفرين وبعض المناطق شمال شرق سورية، وهو اذا ما استمر سيكون سبباً في المزيد من الكوارث والخيبات، قبل أن يكتشفوا أنهم كانوا أداة وجسراً لتمرير مشاريع تضر بهم وبوطنهم الأم سورية.
يحكي التاريخ، ويؤكد الواقع أن الاستعمار دائما ما استغل أصحاب الرؤوس الحامية والواهمة لتحقيق أهدافه، فكانوا بالنسبة له أداة ووسيلة مرحلية، فقط بالنسبة لأوطانهم كانوا شركاء في الوطن والمواطنة، في الحقوق والواجبات، لا أدوات وأوراق سمسرة، أو مرتزقة وعملاء.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com