شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدا منسقا في بث الأخبار والتقارير الكاذبة والمفبركة عن سورية وأداء الحكومة السورية ولا يكاد يمر يوم إلا وتنشر بعض وسائل الإعلام المرتبطة والموجهة من حلف العدوان أخبارا مفبركة عن أحداث تشهدها الحياة العامة السورية أو عن علاقات الدولة مع حلفائها في الحرب على الإرهاب أو أصدقائها على المستوى الإقليمي والدولي.
على مدى هذه الحرب المتعددة الجوانب و المتواصلة حتى اليوم على الشعب السوري استخدمت وجربت دول العدوان كل الأدوات لتحقيق أهدافها وفي المقدمة كانت الحرب النفسية والإعلامية الموجهة ضد المواطن السوري المدافع عن وطنه وقيمه وكرامته وسيادة بلاده وأدت في بعض المفاصل الى مغادرة المدنيين في بعض المناطق لأماكن سكنهم وتحولهم إلى مهجرين ولاجئين.
وبالنظر لخطورة الحرب الإعلامية والنفسية وجد الإعلام الوطني السوري والمؤسسات المعنية أنفسهم في حالة سباق لانهاية له مع استمرار آلة دول العدوان الدعائية بث الأخبار والشائعات والقصص المفبركة عن الواقع السوري مركزة على مفاصل عمل الدولة واستطاع الإعلام الوطني الحد بشكل كبير من تأثير هذه الحرب تصرفات و قناعات السوريين.
من المعلوم أن اشتداد الحرب الإعلامية والنفسية في هذه المرحلة لا ينفصل عن الاستحقاقات القادمة السياسية والدستورية منها إضافة لقدوم إدارة أميركية جديدة يحاول الأطراف الإقليميون والأدوات والمليشيات المرتبطة بالوجود الأميركي غير الشرعي على الأراضي السورية دفعها لاتخاذ الخيارات التي تواكب أوهامها الانفصالية والعنصرية ولذلك نشهد اليوم تكتيكا جديدا يتمثل بذهاب بعض وسائل الإعلام والمراكز المختصة على البناء لأحداث حصلت فعلا في سورية ونسج قصص وهمية وخيالية ونشرها على مستوى واسع في كل المنابر الإعلامية لزعزعة ثقة المواطن السوري بأداء مؤسساته في ظل التأثير الواضح للعقوبات الاقتصادية القسرية على معيشته وحياته اليومية .
يبين النشر السريع والواسع لهذه القصص المفبركة ويؤكد وجود إدارة مرتبطة بدول العدوان تتابع بشكل آني الحياة في سورية و تختار الوقائع و الأحداث والمناطق التي تنسج عنها القصص والأخبار والتقارير المفبركة ووسائل الإعلام وتوقيتات النشر التي تكون غالبا بين الثانية والرابعة ليلا كي لا يتسنى متابعتها وتفنيدها بشكل سريع من قبل وسائل الإعلام الوطنية والجهات المستهدفة .
إن هذا السلوك الخبيث لآلة دول العدوان الإعلامية والنفسية يستدعي تصرفا ذكيا من قبل جميع المؤسسات والوزارات السورية وخاصة التي لها صلة مباشرة بالحياة العامة للمجتمع يتمثل بعدم التأخر في نشر المعلومات والتعليقات على أي حادثة تحصل مهما كانت صغيرة أو كبيرة كإجراء وقائي يحول دون تصيد المتربصين لأغراض عدائية ضد الشعب السوري .
وكذلك يوفر البث المستديم للمعلومات من قبل الجهات الحكومية إزاء أعمالها وعلاقتها مع المواطنين ومهامها على مستوى الحياة العامة الكثير من الوقت أمام وسائل الإعلام الوطنية لتقوم بدورها على أكمل وجه في التصدي للحملات الدعائية والنفسية ضد الشعب السوري.
مع الأسف حتى اليوم ما زالت تعتقد بعض المؤسسات والأجهزة الحكومية إهمال الاهتمام بتوضيح بعض الأحداث والوقائع أفضل وهذا تقدير خاطئ ومضر ويوفر لوسائل إعلام محور العدوان أرضية دسمة لبناء قصص مفبركة تسهم في زعزعة ثقة المواطن في مؤسساته .
في عالم اليوم بات كل شيء مكشوفا ولم يعد بالإمكان التستر على الأحداث المشاهدة من قبل الجمهور بغض النظر عن العدد وأفضل خيار هو الدفع بالحقيقة قبل أن تتحول إلى قصة مفبركة لا صلة لها بالحقيقة التي تم التستر عليها.
معاً على الطريق- احمد ضوا