حينما أطلق وزير الزراعة عبارته ” إذا لم تنجح الزراعة هذا العام فكلنا خاسرون ” كان يقصد زراعة محصول القمح فهو يدرك تماماً أهمية ذلك، فالتحدي كبير وعليه يتوقف نمو اقتصادنا ودوران عجلة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
اليوم ومع الأرقام التي ذكرتها وزارة الزراعة عن تنفيذ خطة زراعة محصول القمح والتي وصلت إلى ٩٣% من الخطة المقررة يكون شعار عام القمح بدأ يسير على السكة الصحيحة .
قد يقول البعض: إن العبرة عند الحصاد وحينها فقط نتأكد أن التنفيذ كان فعلياً على الأرض و بالتالي نثبت للجميع أن الخطط واقعية وليست مجرد أرقام على الورق.
نعم الجميع سيكون خاسراً إذا لم تنجح الزراعة فالعالم يتوجه نحو الزراعة نتيجة غلاء الأسعار ونحن لسنا بجزيرة معزولة خاصة وأننا كنا بلد الزراعة الأول والحرب فعلت ما فعلته الأمر الذي أدى إلى تراجع نسبة مساهمة هذا القطاع الهام بالدخل القومي لذلك كان لابدّ من التحذير والتنبه للواقع الراهن والبدء بالعمل من الأرض .
ندرك تماماً الصعوبات التي تعترض هذا القطاع والخسائر التي تكبدها الفلاح وعزوف أعداد كبيرة عن العمل بالزراعة لكن مع وجود الإرادة القوية سنبدد كل الصعوبات وهذا يتطلب حلولاً واقعية على الأرض .
لاشك أن الدراسات والبحوث الخاصة بتطوير هذا القطاع هامة لكن الفلاح لا ينتظر منا مؤتمرات ورؤى ومقترحات كما تعود من تلك الجهات المسؤولة بل ما ينتظره مزيدا من الدعم المادي والمعنوي .
وهنا نسأل هل فشلنا بطريقة دعم هذا القطاع والانفاق عليه ؟ قد يكون الجواب نعم رغم محاولات الجهات الحكومية تخصيصه بجزء لا يستهان به من الموازنة العامة للدولة لكن يبدو أن طريقة التوزيع والإنفاق كانت خاطئة.
كل ما يحتاجه هذا القطاع ليضمن استقراره للسنوات القادمة تغيير بآلية التفكير من خلال برامج إصلاحية داعمة تبدأ من شبكات الري والكهرباء والمحروقات وقروض من دون فائدة ومن ثم التفكير بالانتقال إلى المكننة الزراعية.
الزراعة كانت وستبقى رافعة الاقتصاد الحقيقي وأي نمو لهذا الاقتصاد يكون أولاً بالقطاع الزراعي فلنعمل جميعاً لدعم هذه الرافعة .
الكنز- ميساء العلي