لمعظم مشجعي الأندية حساسية مفرطة من انتقال النجوم أو اللاعبين المميزين إلى أندية أخرى؟! ولا شك في أن هذه الحساسية نابعة من منطلق الحرص الممزوج بالغيرة، الأمر الذي يصل بهم، أحياناً، ليقارب حد اعتبار المسألة غدراً وخيانة!!.
هذه النظرة العاطفية تجعل هؤلاء المشجعين لا يرون الصورة من كل جوانبها وتفاصيلها، ويكتفون بالمنعكسات السلبية المتخيلة، والغفلة عن المردود الإيجابي للانتقال، والذي يشمل الأندية إلى جانب النجوم المفضلين، فالانتقال من ناد إلى آخر أفضل فنياً ومستوى وشهرة ومشاركة، يرفع المستوى الفني للاعب مايعود نفعه على المنتخب، وبالإضافة للمكاسب المالية للاعبين المشفوعة بالشهرة والنجومية، ثمة أرباح كبيرة تحققها الأندية تساعدها على ضمان سيرورتها واستقطاب لاعبين جدد.
كما أن الانتقالات مهمة وضرورية أيضاً في بعض الأوقات، فهي تدفع باتجاه التجديد وضخ دماء جديدة في أوصال الأندية، وإخراجها من النمطية والرتابة، بعد أن استنزف بعض اللاعبين قدراتهم وإمكاناتهم مع أندية ولم يعد لديهم شيئ جديد ليقدموه، فالانتقال لناد آخر يحاكي العقلية الرياضية الباحثة عن التجديد وكسر الجمود وحاجز الروتين، وهذا الأمر لا يقتصر على اللاعبين بل ينسحب أيضاً على المدربين، فبعض الأندية تتخلى عن مدربيها المتميزين، لا لشيء وإنما لأن التغيير قد حان وقته! وبقاء النجوم أنفسهم في ناد يجعل من الحكمة تغيير المدرب، وفي حال بقاء المدرب يتطلب الأمر تجديد الصفوف من خلال الاستغناء عن بعض النجوم والاستعانة بآخرين، بدون نسيان أن المدرب الذي يحترم تاريخه ويملك الطموح ويبحث عن الإضافة وتحقيق المزيد من الإنجازات يتعين عليه أن يغير في صفوف فريقه، لا سيما إن كان حريصاً على استراتيجية جديدة واعتماد خطط تدريبية مختلفة كأن يغير أسلوب اللعب مثلاً.
أخيراً فإن الوفاء لقميص النادي يتمثل ببذل أقصى الجهود في التدرب والأداء والدفع للأمام ويبقى الانتماء الحقيقي لقميص المنتخب الذي يحتاج لاعبين ذوي خبرات، مصقولي المواهب محترفين في أندية كبيرة، وهذا ما تحققه الانتقالات التي لا يحبها المشجعون غيرة على أنديتهم.
مابين السطور- سومر حنيش

السابق
التالي