الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
الفوضى السياسية والقضائية في أميركا والتي أنتجتها العقلية المتهورة والخبيثة للرئيس السابق دونالد ترامب، تظهر حالة الانقسام والفوضى المستمرة حتى مع خروج الأخير من البيت الأبيض.
فترامب الذي يلهث للتقليل من شأن إجراءات محاسبته على جرائمه القانونية والدستورية يمتثل اليوم للمحاكمة بعد أن بادر الديمقراطيون إلى إطلاق عملية العزل، بعد حادثة اقتحام الكونغرس في السادس من كانون الثاني الماضي، عندما قام أنصاره وبتحريض منه، بالهجوم على مبنى الكابيتول لأجل عرقلة تصديق مجلس الشيوخ على نتائج الانتخابات الرئاسية التي يصفونها بالمزورة.
وقد بدأت الإفادات والشهادات التي جمعها القضاء الأميركي تظهر أن الاعتداء على مبنى الكابيتول، تم التخطيط له مسبقا، ما يؤكد أن كل تصريحات ترامب مجرد مزاعم وأنه هو رأس الحربة في إشعال فتيل الفوضى قبيل رحيله.
أما مشهد الانقسامات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري فيبدو أنه في أوجه مع بداية محاكمة ترامب بتهمة التحريض على التمرد، حيث يعرض المشرعون الديمقراطيون المكلفون محاكمته حججهم اليوم في محاولة لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بضرورة المضي قدما بمعاقبته، وسيكون ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة تجري محاكمته في الكونغرس مرتين لو تمت الأمور كما يخطط لها الديمقراطيون.
في حين يعمل الجمهوريون على إعادة الالتفاف حول ترامب في مشهد يؤكد تبنيهم لأفكاره الوحشية وتعاطيه الديكتاتوري مع خسارته في الانتخابات، في حين أعلن بعض أعضاء الحزب الجمهوري هذه المرة أنهم سينضمون إلى تحرك الديمقراطيين، ووافق حتى الآن ستة جمهوريين على دستورية المحاكمة.
وبدأت إجراءات محاكمة ترامب الثانية الثلاثاء مع عرض المدعين الديمقراطيين مشاهد مصورة لمناصريه وهم يقتحمون في السادس من كانون الثاني مقر البرلمان على تلة الكابيتول مع تحطيم الأبواب ودخولهم عنوة إلى قاعة مجلس الشيوخ في إطار أعمال شغب أسفرت عن سقوط خمسة قتلى.
ويواجه ترامب تهمة واحدة هي التحريض على العصيان والتمرد بعدما وجه خطاباً لمؤيدين جمهوريين له قبيل اقتحام الكونغرس، حضهم فيه على الاستمرار بما سماه الكفاح