الثورة أون لاين- هناء الدويري:
بأسلوب بوليسي شيّق وأقرب للواقع في أحداثه خطّت الروائية الروسية سيفيتلانا لوبينيتس باكورة أعمالها الروائية، وتحدّثت عن روائية تكتب تحت اسم مستعار حالها حال الكاتبة في الواقع التي تكتب باسم مارينا فولسكايا إضافة لاسمها…
أحداث الرواية مرتبة منظمة تصوّر نماذج نسائية متخبطة في مجتمعها، وكلّ الاتزان في الرواية لاينتقل بالعدوى إلى القارئ بل على العكس يصيبه بفوضى تدفعه إلى التلصّص على فصول متقدمة من الرواية.. لكن دون جدوى، فهو لن يرى ويكتشف النهاية بطريقة متسلسلة تقليدية وحتى أنه لن يتوقعها، فعليه متابعة صفحات الرواية وتسلسل الأحداث من البداية إلى النهاية ليعرف نسيج خيوط حبكتها المتسلسلة بشكل بوليسي يعرض لبعض المآسي المجتمعية من خلال شخصيات وقعت في قاع الشرّ باحثة عن طريقة لحياة أفضل، لكن تعاسة الحياة خيّمت على معظم تلك الشخصيات باستثناء النهاية التي سيصل إليها القارئ منهكا من التعقيدات والتحليلات التي وضعت الكاتبة بطلتها فيها، مرة تجدها شخصية متوازنة رصينة تسير بخطوات ثابتة، وأحيانا يغلب عليها الروتين، وبفعل أحداث طارئة على حياتها تتخبْط لدرجة تبحث في تفاصيل حياتها عمّا يؤكّد لها أنها تعيش الواقع ولم تُصَب بالفُصام واضطراب الفكر وصولا إلى انعدام الإرادة حالها حال من سبقتها من شخصيات الرواية التي قادتها أحداث حياتها المأساوية إلى الانتحار، وقبل الانتحار حاولت التواصل مع البطلة لتحذيرها من ذات المصير، ولكن كل مايدل على تلك الرسالة الإلكترونية وأحداث مرافقة اختفى…
الذئبة التي تختار ذكرها بنفسها وهذا مااعتقدته من لقبّت نفسها بذلك، التقت فيليكس ابن ناديجدا فالنتينوفنا الجارة الجديدة، ولم تكن تعلم أن قصتها ستكتبها تلك الجارة وتجعل منها بطلة إحدى رواياتها بكل تفاصيل المرأة وحتى في لحظاتها الحميمية مع الابن…
فجأة يختفي الذكر الذي اختارته الذئبة بعد أن أصبح حبيبا، واختفت معه الجارة الجديدة، ولايبقى أثر يدلّل على أنهما مرّا في حياتها، طبعا التضليل المُتعمّد هو السبب، لتبدأ قصة الهلع تقودها لاكتشاف حقيقة كل مايجري من أحداث في الرواية ويساعدها في ذلك الحبيب الاحتياطي كيرل ماستوتسكي، ولتكتشف بأنها مجرّد حمل لا ذئبة…
سير نسائية ومتع جسدية تدفع ثمنها نساء وابن وحيد لامرأة هجرها زوجها وطفلها، وقررت ألا تدفع ثمن سخط الحياة وحدها، وأن تتعيْش على عذابات الآخرين باقتحام حياة النساء اللاتي رسمت لهنّ نهاياتهن المأساوية، وباعت قصصهن تحت اسم مستعار لروائية نالت شهرة عالمية، وفي كلّ ماكتبت لم تكن تتوقع نهاية مسيرة حياتها التي نتركها للقارئ ليكتشفها بنفسه… ولكم أيضا أن تكتشفوا المقصود بالقلادة التي تضمنها العنوان.. أما القلوب المحطمة فهنّ نساء لم ينصفهن المجتمع…
الكاتبة سفيتلانا ديميدوفا مهندسة تعدين، وإضافة لكتابتها الرواية النسائية كتبت للأطفال (مغامرات في ابريق الشاي)
الترجمة للدكتور المهندس عدنان ابراهيم..
إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب.