ثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
لم تصل النصوص المسرحية يوما إلى نموذحيتها، إﻻ عندما أسست للقيم، تلك التي تعلي من شأن العﻻقات الإنسانية حيث تودي بجمالياتها ونقائها إلى حياة نموذجية، هي الهدف الأسمى لكل الثقافات وفنونها و على تنوعها ، أولها المسرح ،من هنا فإنه يظهر بشاعة مايدمر العﻻقات المثالية وقيمها النبيلة، ويأتي الغدر والخيانة والنفاق في المقدمة، فكانوا الأضداد الأمر والأبشع لكل القيم البشرية ، وبالتالي لكل الناس لذلك حفلت أهم النصوص المسرحية العالمية بما يبرز بشاعتها ومقتها المطلق ..فكانت بطلة أعمال شكسبير وتشيخوف وغيره من كتاب المسرح العالمي ..وقد استطاع المبدع السوري وضع يده على الحالة الإنسانية الأكثر استثناء …فحاول إيجاد قاسم مشترك، يستثمر عبره معادلة فنية وانسانية على غاية من الأهمية، مرتبطا دائما وأبدا بواقعه، يعالجه يطرح همومه ومشكﻻته ،محاوﻻ خلق المقاربات والاسقاطات الذكية القادرة على تجسيد الحقائق، حقائق لم تكن اجتماعية فقط بل امتدت إلى الحرب التي عاشها السوريون ..مثلما أكد بطل عرض( ترنيمة للموت )الفنان محمد خير الكيﻻني المقتبسة عن نصوص عالمية ،تفضح سلوكيات ونوزاع هي الأكثر سوءا وبشاعة ،بكونها تدمر كل ماهو جميل في العﻻقات الإنسانية وغيرها، فهي تصل إلى تدمير كل شيء كما يمكنها أن تنال من الأوطان.. فقال: تم اختيار فكرة النص أولا لعمل مسرحي من المسرح العالمي، فتشيخوف وشكسبير اعمالهما خالدة، تصلح لكل زمان ومكان، لذلك كان اختيار النص لإسقاطه علي واقع مأساوي، نعيشه من خلال تصوير الغدر، الذي ناله الملك لير من بناته، والخيانه التي نالها مكبث،
والتهجير الذي ناله الملقن في المسرح من خلال تدمير الحرب لبيته، من هنا كانت علاقة النص بالواقع ومقاربتة لهذه المساوئ، التي خلفتها الحرب وأهمها تهجير الكثير من الناس من بيوتها واستغلال أصحاب البيوت التي استأجرها المهجرون، فرفعوا الإيجارات مما اضطر المهجرون للنوم في المكاتب وتحت السلالم والبيوت المهدمة،
فهذه حال الملقن الذي ينام بالمسرح خلسة عن مدير المسرح ،ويطلب من الممثل كالخس أن لايقول لمدير المسرح، لكي لا يطرده، ويعود للتهجير والبحث عن مكان للمبيت، لأن الممثل كالخس الذي كان يحتفل بيوم تكريمه، قد
نام من كثرة الشراب الذي أسكره، فيستيقظ ليجد نفسه وحيدا في المسرح، فيكتشف وجود الملقن نيكيتا ايفانوفيش ،
ويستأنس به، فيقضيان الليلة يمارسان التمثيل ،مانحا الفرصة للملقن ،ليشاركه التمثيل من خلال لعبة المسرح داخل المسرح، واستعمال التغريب وكسر الإيهام، وهدم الجدار الرابع بنزول كالخس للصالة، ناصحا ومحرضا الحضور ،بأن يصرخوا ويولولوا
ثم يعود للخشبة ،التي هي متكأه ومناه ،وبعد أن كشف آلاعيب المجتمع المخملي ا،لذي يعجب به ويصفق له، ولكنه لا يزوجه ابنته والجمهور، الذي يشتري صوره ويعجب به، ويتأسف على عمر قضاه فوق الخشبة، امتد لأربعين سنه ،فيقول للملقن لقد ضاع العمر يانيكيتا،
فيموت واقفا، وينعيه نيكيتا قائلا له :
لاتتركني وحيدا يافاسنكا لقد بدأنا رحلة المسرح معا ،ويجب أن نكملها معا، اسمعني جيدا لكنه لا يرد، فيتساءل هل هو نائم ،فيعرف أنه قد مات، فيقول له، نم ياعزيزي فالحياة لم تعطك ماتريد ؟نم يا فاسنكا واحلم من جديد ،ويشيعه بالشموع.