الثورة اون لاين:
شغل الوطن في الشعر العربي مساحة واسعة منذ العصر الجاهلي إلى اليوم من مفردات الوقوف على الأطلال إلى المنازل والديار وما في الشعر العربي من مراحل وصف لكل ما يحيط به وهو جزء من المكان الذي هو بدوره قاعدة الوطن وما يشغله الوطن .
وقد صدرت كتب كثيرة تناولت الوطن في الشعر العربي.
آخر ما صدر عن الهيئة العامة للكتاب دراسة بعنوان الوطن في الشعر العربي المعاصر في سورية ..وهي من تأليف الدكتور نزار عيشي .
وعلى ما يبدو وقد لا يكون صحيحا أن الكتاب هو أطروحة جامعية للماجستير أو الدكتوراة وقد أعدها المؤلف للنشر ضمن الهيئة كما عدة إصدارات خرجت وهي أيضا رسائل جامعية.
بكل الأحوال إذا ما سال أحد ما كيف هي دراسة جامعية ولم تكتمل الدراسة حسب العنوان ؟ يمكن القول إن بنية الكتاب هي بنية رسالة ومن ثم لو كان الكتاب قد أعد حديثا بعد ال٢٠١١م لكان المؤلف على الأقل قد توقف عند معنى الوطن فيما كتبه الشعراء في هذه المرحلة.
وإذا قيل لم ينته الأمر بعد فيمكن القول إن بإمكانه أن يتوقف عند السنوات الخمس الأولى على الأقل مما جرى على سورية. إلا إذا كان يريد أن يكون خارج اتخاذ موقف ما من الإبداع بهذه المرحلة وهذا لا نظنه ولا يمكن أن يكون لأن من يتناول دراسة الوطن في الشعر السوري المعاصر لديه ما يقوله حول ما يجري ،وهذا يعني أنها فعلا دراسة جامعية تم العمل عليها حتى تصدر ضمن إصدارات الهيئة التي وجدت لتكون لمن ليس لديه منبر لنشر دراساته وكتبه ..
لكن الواقع أن من لديهم المنابر في جامعاتهم أخذوا مكانا يفترض ألا يزاحموا عليه كثيرا.وقد يكون لهذه الحالة أسباب كثيرة يمكن البحث فيها ..
المهم في الأمر أن الكتاب قد توقف عند محطات مهمة في الشعر السوري المعاصر من بدايات القرن العشرين المنصرم وصولا إلى نهايات القرن العشرين .
.
بداية يتوقف الباحث عند معنى الوطن والدلالات التي يحملها و يشير إلى أن من ليس له وطن يعد بلا جذور طبيعية ..ويستعرض الكثير مما قيل في الوطن قبل المرحلة الزمنية التي يدرسها الباحث ويقف عندها .
ومن الشعراء الذين حملوا راية الوطن كما يقول وهم كثيرون يذكر..محمد البزم خير الدين الزركلي ..خليل مردم بك ..شفيق جبري بدوي الجبل ..نزار قباني سليمان العيسى عبد الباسط الصوفي ..علي كنعان ..أدونيس..فايز خضور ممدوح سكاف وآخرون كثيرون .
وزع الباحث كما يقول دراسته إلى الفصول التالية ..الوطن في الشعر العربي مفهومه ودلالاته.. عن الوعي القومي والوطني …المتغيرات وأثرها في تكوين الابداع الشعري في سورية بعد الاستقلال..
صورة الواقع في الشعر العربي السوري حتى نهاية القرن العشرين ..
فكرة الوطن في الشعر العربي في سورية …
إلى أن يصل إلى دراسة التصوير الفني والأنماط اللغوية للموضوعات الوطنية ..
تعيد الدراسة التذكير بالمواقف الوطنية للمبدعين الكبار ومدى استجابتهم لما مر على الوطن من نوائب وكوارث ولعل في مقدمتها الاستعمار الذي قارعه الشعب السوري بكل قوة ..
وقد ظهر ذلك جليا في الشعر بدءا من الزركلي ( العين بعد فراقها الوطنا ) إلى كل من ذكر من هؤلاء المبدعين …وكانت جامعة دمشق منذ أكثر من عقد ونصف ناقشت رسالة دكتوراة في الأدب العربي تبحث موضوعا مهما في الشعر السوري أظنه شعر الجلاء ..
وربما تكمل هذه الدراسة جوانب أخرى من موضوعات الشعر …ومن الممكن القول :إنه لو تم جمع وانتقاء مختارات من الشعر الذي يمجد الوطن وقدمت للقارئ لكان الأمر أكثر فائدة من دراسة قرأنا ملامحها في كتب كثيرة بدءا من المرحلة الثانوية والنزعة الوطنية التي غذت الروح الوطنية ..
بقي أن نذكر أن الكتاب يقع فيما يقارب ال٥٠٠ صفحة من القطع الكبير.