الثورة أون لاين- راغب العطيه:
لم يترك الغرب سلوك الاستعمار تجاه الشعوب والأمم الأخرى في يوم من الأيام، بالرغم من أنه خلع جلده الاستعماري المقيت شكلياً منذ عدة عقود، وبقيت سياساته العدائية ضد الدول التي لم تنخرط في مشاريعه المشبوهة والهدامة مستمرة وعلى كافة الأصعدة.
الدول الأوروبية التي لم تتخل يوما عن تبعيتها وارتهانها للولايات المتحدة، يبدو أنها تستمرئ ترديد صدى السياسات الأميركية العدوانية، فباتت تسير على ذات النهج الأميركي المدمر للعلاقات الدولية، ومن أبرز السياسات العدائية التي لا تنفك الدول الأوروبية تستخدمها ضد الدول التي تتبع سياسات وطنية لمصلحة شعوبها، سياسة العقوبات الاقتصادية والحظر والحصار، كونها تؤثر بشكل مباشر على حياة عامة الشعب قبل الدولة ومؤسساتها ومسؤوليها.
ومن الأمثلة على ذلك في هذه المرحلة ما تواجهه سورية من عقوبات جائرة بشكل مناف للقانون الدولي، وخرق فاضح لمبادئ الأمم المتحدة، حيث تأتي العقوبات الأوروبية استكمالا لقانون “قيصر” الإرهابي، وكذلك ما تواجهه روسيا وإيران وفنزويلا من عقوبات جائرة تحت ذرائع إنسانية واهية تسوق لها الولايات المتحدة، التي تكن العداء المستحكم لكل دولة تناهض سياساتها الاستعمارية.
وانطلاقا من ارتهانه للقرار الأميركي، يقتفي الاتحاد الأوروبي على الدوام خطى السياسات العدوانية للولايات المتحدة، مصوباً سهامه المسمومة تجاه الدول التي تعاديها واشنطن، ومنتهكا حقوق الإنسان ومبادئ الحرية والديمقراطية التي طالما تغنى بها الغرب، وواضعاً إياها شماعة لتمرير سياساته اللا إنسانية ضد كل الحكومات الوطنية.
ولا يثير الاستغراب الحديث الذي يتشدق به المسؤولون الأوروبيون عندما يتخذون قرارات بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة، فمثلاً يشير مجلس الاتحاد الأوروبي في بيانه أمس حول إضافته لتسعة عشر مسؤولاً فنزويلياً إلى قائمة العقوبات المفروضة ضد هذه الدولة إلى أنه فرض هذه العقوبات على هؤلاء المسؤولين تحت ذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان، علما أن واشنطن ومن ورائها الأوروبيون يعملون ليل نهار على زعزعة استقرار هذا البلد، ويحرضون أتباعهم وعملاءهم ممن يسمونهم زورا وبهتانا “معارضة” على الاستيلاء على الحكم، بهدف تمكين الحكومات الغربية من نهب وسرقة ثروات الفنزويليين.