الثورة أون لاين- باسل معلا
مما لا شكّ فيه أن الحرب العدوانية التي تعرضت لها سورية قد أثرت اجتماعياً إلى حدّ كبير، ونتج عنها منعكسات اجتماعية ونفسية قاسية وهو أمر بديهي، فالحروب وعبر التاريخ كان لها هذا الأثر، فما بالك كالحرب التي شنت على سورية والتي شاركت فيها دول كثيرة بحجج وادعاءات واهية..
أصبح واضحاً أننا نعاني اليوم من جملة من الأمراض الاجتماعية، فتارة نسمع عن جريمة هنا ومخالفة هناك حتى أن الكثير من المتفذلكين مستمرون في الإدعاء في نقاشاتهم أن المجتمع السوري أصبح مريضاً وهو بحاجة لمعجزة حتى يعود كما كان سابقاً، وهنا ثمة مبالغة في الطرح هي أقرب للفزلكة البعيدة عن الواقع وهذا أمر تثبته القصص التي ما زلنا نسمعها يومياً عن طيبة السوري وشهامته، فاليوم قرأنا عن تكريم محافظ دمشق لأحد عمال النظافة بمحافظة دمشق لأمانته، وقبلها سمعنا عن تكريم وزير الداخلية أيضاً لشرطي المرور الذي أعاد أوراق مهمة لصاحبها، وقبلها تكريم محافظ حلب لطفل أيضاً أعاد مبلغاً مالياً كبيراً لصاحبه الأصلي.
نعم هؤلاء هم النموذج الصحيح للإنسان السوري الذي لطالما تمتع بالطيبة والأصالة والشهامة ومارسها على أرض الواقع، وكم سمعنا عن قصص السوريين الذين ساعدوا وأنقذوا إخوانهم في الجيش العربي السوري في المناطق التي دخلها الإرهابيون في سنوات الحرب حتى أن معظمهم دفعوا ثمن هذه المواقف بحياتهم وأسرهم…
السوريون هم سليلو الحضارة العريقة لم ينغمسوا يوماً بالطائفية ولا بالمناطقية ولا بأي مصطلح من المصطلحات الدخيلة عليهم، وهم من يعول عليهم في النهوض مجدداً بوطنهم بعيداً عن الأمراض الطارئة التي لا تجد في مجتمعنا أرضاً خصبة لتنمو وتتطور…
أما بالنسبة للمتفذلكين فنقول لهم موتوا بغيظكم فنحن لطالما عولنا وما زلنا نعول على السوريين الشرفاء…