لم يزل الكثير من الأهل يتهربون من أسئلة صغارهم عن أجسادهم وتغيراتها، ولم يزل الكثير من معلمي ومعلمات العلوم لايعوضون تهرب الأهل ذاك، والأسئلة تكون عن جهازي التناسل عند كل منهما، أي الجهاز الذي يفرقهما عن بعضهما بعد البلوغ.
الجهاز التناسلي مثله مثل الهضمي أو العصبي أو العظمي له وظائف يقوم بها، ومن حق الفتيات والصبيان معرفة أجزائه ووظائفه، ليس للمحافظة على صحتهما فقط، وإنما لفهم التغيرات التي تحصل لأجسادهم أثناء البلوغ، ولحماية أنفسهم لاحقاً من السلوكيات المضرة بالصحة.
ثمة فصل تعسفي للجهاز التناسلي عن بقية أجهزة الجسم، وذلك بسبب التقييم الاجتماعي والقيمي لإحدى مهامه وهي الإنجاب، والغريزة الجنسية، فيصبح الحديث عنه عيباً، ما يخلق جهلاً عند الأهل والأبناء قد يوقعهم بمشاكل صحية واجتماعية بسبب هذا الجهل.
لا يدرك الأهل والأبناء بعض الأعراض المرضية، أو آثار التحرش فيزداد المرض، ويتطور آثار التحرش إلى أذية أكبر بسبب عدم المعرفة وبالتالي النجاوب السليم والصحيح مع حالة الأبناء.
عملت وزارة الصحة والكثير من الجمعيات والمنظمات المهتمة بالصحة الإنجابية وصحة الأسرة على التوعية، وخصصت إجراءات لتلافي آثار ذلك الجهل، ومنها فحص ماقبل الزواج، إلا أن العرف والعادات الخاطئة لم تزل هي السائدة.
إن المعرفة خطوة أساسية للوقاية، وفي ظروف مجتمعنا الحالية بعد تراجع الكثير من الخدمات الصحية والتوعية بسبب الحرب، لابد من العودة لإحيائها ، سواء ببرامج خاصة من وزارة الصحة للأسر، أم في المدارس وبالتعاون مع الجمعيات.
عين المجتمع – لينا ديوب