الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
لم يكن العالم على مفترق طرق كما هو اليوم..صحيح أن الحرب الباردة التي كانت قد تم حسمها وانهار الاتحاد السوفييتي منذ عقود لكن حالة الرجرجة استمرت وقد ظن الغرب أنه قد حسم كل شيء و لا بد من ترويض كل الدول والشعوب التي تقف بوجه عدوانه
وفي طليعتها سورية فكانت حربها المفتوحة عليها براً وجواً وحصاراً ودفعاً لكل الوحوش الكاسرة لتكون موجات إرهاب واعتداء على سورية.
استراتيجية عدوانية طويلة الأمد بدأت تنفذ على أرض الواقع ولكن ما الذي حصل بعد عشرة أعوام من العدوان.
وكيف صمدت سورية وغيرت واقع العالم ورسمت مسارات لعالم متعدد الأقطاب ارتسمت معالمه وليس الأمر إلا وقتاً قصيراً ليكون منجزاً للعالم كله.
كيف حصل هذا وما الدعائم التي ارتكز عليها نصر سورية.
إنها قوة وصلابة الجيش والشعب وعبقرية وإرادة قائد عربي آمن بالشعب وقوته وقدرته وأن أميركا ليست قدراً.. وأن لا خيار لنا إلا أن ننتصر ونمضي في مسيرة البناء.. القائد بشار الأسد قائد سورية وقدرها كما يقول الدكتور عدنان منصور في الكتاب المهم الذي وضعه كتاب ومفكرون ومثقفون عرب وحمل عنوان القائد بشار الأسد صفحات مشرقة من تاريخ الصمود … صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق.
قائد سورية وقدرها..
تحت هذا العنوان الثري بالدلالات يكتب دكتور عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني الأسبق الذي يرى أن المؤرخين العرب والأجانب سوف يتوقفون طويلاً وهم يسطرون تاريخاً عن فترة من أخطر وأحلك فترات التاريخ العربي المعاصر واجهتها سورية العربية وهي تخوض أشرس حرب عالمية فرضتها عليها قوى الهيمنة والسيطرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ومعها الكيان الصهيوني وحلفاؤها في المنطقة والعالم.
لقد كان لسورية قدرها في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة أن يكون على رأسها قائد فذ تحلى بكل مقومات الشجاعة الوطنية والمسؤولية العالية.. والصبر الذي فاق كل حدود وبالنظرة الثاقبة للأحداث التي شهدتها سورية التي قلما أن شهدت دول أخرى مثلاً لها.
منذ اللحظات الأولى للحرب على سورية كان الرئيس بشار الأسد هدفاً رئيساً من قبل العدوان وهذا ما تبين كما يقول منصور بعد مئة يوم من هذا العدوان حيث قدم المدير التنفيذي لمعهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى روبرت ساتلوف مطالعة تحت عنوان إيران وسورية الخطوات التالية سلمت للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي بناء على طلبها يوم الخميس ٢٣ حزيران ٢٠١٢م وذلك لمناقشة سياسة واشنطن تجاه دولتين في الشرق الأوسط.. إيران وسورية.
وجاء في المطالعة أنه من المناسب أن ترسم لجنة الشؤون الخارجية سياسة الولايات المتحدة حيال هاتين الدولتين باعتبارهما القطبين الرئيسين المناهضين للغرب وأميركا.
والمسألة أن ثمة فرصة سانحة في توجيه ضربات مؤلمة وربما حاسمة للمحور المعادي حسب زعمهم للسلام والأنظمة المناهضة لأميركا والتي تنطلق من إيران وتمر عبر دمشق.
إن كسر هذا التحالف وقطع همزة الوصل الأساسية بين سلسلة طهران دمشق بيروت سيكون إنجازاً هاماً تنفيذاً لاستراتجية ذات أبعاد هائلة.. وينبغي ألا يكون هناك داع للأسف أو التردد في السعي للتغيير في سورية.
وسيكون حسب ما تقوله الوثيقة فائدة كبيرة جداً بالنسبة لأميركا من سقوط نظام الأسد.. ذلك أن أي نظام بعده لن يكون كما كان.. ولهذا كان القائد بشار الأسد بما يمثله من صلابة وثبات وقوة ورؤية ثاقبة واستراتيجية هدفهم وما زال. والقائد بشار الأسد كان على مدى سنوات الحرب القذرة المفروضة على سورية محط أنظار العالم.
لقد أدرك الرئيس الأسد منذ اللحظات الأولى للحرب أن قوى العدوان تريد تمزيق سورية وتقسيمها وتفتيت نسيج شعبها الوطني.
في ظل هذه الظروف الضاغطة المهددة للوجود السوري برمته تجلت قيادة وحنكة الرئيس بشار الأسد في إدارة البلاد والحفاظ على وحدتها وتماسكها ووحدة جيشها وشعبها اللذين أعطوا العالم كله مثلاً حياً في الصمود والوطنية والتضحية والشجاعة في دحر قوى الإرهاب.
لم يفرط الرئيس بشار الأسد بشعبه ولا بالارض ولا بالسيادة ولم يتخل لحظة عن تمسك سورية بمبادئها الثابتة وقضايا أمتها العادلة.
وعلى رأسها قضية فلسطين ولم يدخل في مشاريع التطبيع مع العدو أو مهادنته .. بل آزر المقاومة في فلسطين ولبنان وتصدى لسياسات التسلط والاستغلال.
علامة فارقة..
ويخلص منصور إلى القول.. إنها سورية في أحلك أوقاتها وأخطر فترة من فترات تاريخها تثبت للعالم كله أن على رأسها رجل دولة من طراز رفيع قائد يقودها وسط الألغام لا يعرف سوى الشجاعة والكرامة والعنفوان.
الرئيس بشار الأسد علامة فارقة مضيئة في تاريخ هذه الأمة وإن الأجيال القادمة ستظل تردد اسمه بكل اعتزاز وفخر وهو الذي كان في مواجهة أعتى قوى الشر والإرهاب في العالم.