الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
“سأقوم بواجبي، ولست خائفاً على نفسي، إن لم نكن أحراراً فوق الثرى، فلنكن شهداء تحت التراب”
هذه الكلمات قالها البطل يوسف العظمة قبل أن ينطلق إلى معركة ميسلون
تخليداً لفعله المقاوم، ولنكران الذات في سبيل الوطن.. ولتبقى شعلة الكرامة الوطنية متقدة جيلاً بعد جيل، وتأكيداً على أن الفعل المقاوم للبطل يوسف العظمة كان ولا يزال على مر التاريخ الشعلة والجذوة لكل المناضلين والأحرار في العالم.
كتاب جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان وقائع الندوة الثقافية “عظمة ميسلون في بناء صرح حرية الإنسان” في الذكرى المئوية لمعركة ميسلون التي أقامتها وزارة الثقافة، ورابطة رجال الثورة السورية في مكتبة الأسد الوطنية، الكتاب من إعداد وتوثيق محمد خالد عمر، نزيه الخوري.
يحتوي الكتاب على كلمة وزارة الثقافة التي ألقاها الأستاذ إياد مرشد مدير مكتبة الأسد (كانت ميسلون حلقة وصل ما بين حطين وعين جالوت واليرموك وما بين معارك المزرعة والكفر وغوطة دمشق وجبل الزاوية والشيخ بدر وسواها من المعارك ضد الفرنسيين، وصولاً إلى معارك الشرف في تشرين).
وضم الكتاب محوراً عن المقاوم الأسطوري ورافض الإملاءات يوسف العظمة للباحث الدكتور محمد الحوراني، الذي قال فيه “عندما خاطب يوسف العظمة بعض المسؤولين السوريين وقتئذ أمثال ساطع الحصري وأسعد داغر قائلاً: أنا ذاهب إنني أترك ابنتي ليلى أمانة لديكم أرجوكم لا تنسوها. لم يكن يقصد ابنته ليلى فحسب وإنما أراد لفت النظر إلى ضرورة حماية الشرف وصون العرض من خلال الحفاظ على سورية. وعندما تردد بعض السياسيين في مواجهة المحتل الفرنسي بحجة أن الجيش كان حديث العهد أعلنها يوسف العظمة صرخة مدوية ومنهاجاً لاستراتيجية رسمت تاريخ سورية قبل مئة عام.
سورية أمانة في أعناقكم فلا تنسوها هي وصية وصرخة يوسف العظمة قبل استشهاده”
عندما تقوم وزارة الثقافة، ورابطة رجال الثورة السورية بالاحتفال بالذكرى المئوية ليوم ميسلون بإقامة ندوة بحثية فضلاً عن احتفالها بالمناسبة، فهذا يعني أنها تقوم بواجب أخلاقي يعترف للأجداد بفضلهم، الذين انطلقوا وهم يعلمون أن الموت في استقبالهم.