انتهت حلول الضمير

تترك الحروب آثارها على الامم والشعوب, ترسم مجرى عميقاً من الآلام والمعاناة, وتفرز الغث من السمين, تظهر المعادن الحقيقية التي تمتحن بما يجري من وقائع على الأرض, ومن الطبيعي أن تكون المعادن متلونة متنوعة من (التنك) إلى الذهب, ولن نذهب بعيداً إذا ما قلنا: إن العدوان المستمر على سورية الحضارة والثقافة والدور والموقف العربي المشرف, قد أحدث مثل هذا الفرز الذي تظهر تجلياته, معدناً أصيلاً من الوفاء والقدرة على الصبر والمصابرة, والتضحية والبذل والعطاء.
فما من بيت سوري, إلا وارتقى منه شهيد, ودفع ثمناً غالياً من أجل الكرامة, هذا طابع يسم السوريين معظمهم, لكن ثمة من طفا على السطح, أظهر أنه خارج القيم والأخلاق, لا يعرف إلا الاستغلال والجشع بلا حدود, تمترس هؤلاء وراء الكثير من القشور التي تحميهم من العقاب, ولن نختبئ وراء أصبعنا ونقول: إنهم في طور التراجع, لا, على ما يبدو أنهم مستمرون بكل صفاقة في امتصاص مقدرات الشعب السوري, كل ساعة ثمة ابتكارات بأساليب الغش والتدليس والاحتكار, والمتاجرة بقوت الناس الطيبين.
وثمة مؤسسات يجب أن تقوم بدورها الرقابي, لكنها خارج الواقع وخارج الفعل, تصريحات نارية (سنقطع وسنضرب وسنفعل) وعلى أرض الواقع التاجر المخالف هو الذي يضرب ويفعل, هو من يحدد المسار, ويعرف كيف يتصرف, والدليل على ذلك ما نحن فيه من غلاء يصل حد القول إننا نمارس حرب إبادة ضد أنفسنا, ولا رادع يقف تجاه ذلك (لا شعار زكاتك خفض أسعارك ولا ما يشابهه).
هل نذكر تجارنا بما جرى ذات يوم في ألمانيا, سيدة تقف بالدور, تجاوزها رجل أمسكت به قائلة: بشرف وكرامة, ولكن للأسف نقول _ إننا نخسر الأخلاق _ نخسر ما تحلينا به, ومن يعول على أخلاق وضمير الكثيرين من التجار, لهو مخطئ, وواهم, انتهت حلول الضمير, ولابد من حلول الضرب بيد من حديد, وعدم الرأفة بمن يأكل حتى ثمن رغيف الخبز.

كلمة الموقع – ديب علي حسن

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب