لعل من أكثر المواضيع أهمية لسلامة الأطفال وحمايتهم من أمراض الطفولة الخطيرة والتي تسببها بعض الجراثيم والفيروسات يتركز في إعطاء اللقاحات التي تقوم بحماية الطفل وتكسبه مناعة ضد جرثومة أو فيروس المرض المعدي في حالة تعرضه إليه مستقبلاً.
لقد أثبتت الرعاية الصحية الأولية أنها وسيلة بالغة الفعالية والكفاءة لمعالجة الأسباب والمخاطر الرئيسية لسوء الصحة، فضلاً عن التعامل مع التحديات الناشئة التي تهدّد صحة الإنسان والمجتمع، كما أنها استثمار ذو قيمة جيّدة، فكلفة الوقاية أقل بكثير من كلفة العلاج.. فهي تحدّ من إجمالي تكاليف الرعاية الصحية وتحسِّن الكفاءة من خلال تقليل حالات مراجعة المستشفيات.
أظهرت الدراسات بشكل قاطع أن اللقاحات آمنة وليس لها آثار جانبية وبديل عن مواجهة المرض نفسه وتعريض الطفل لأضراره التي قد تعرض حياته للخطر أو تصيبه بالإعاقة الدائمة، فهي ممكنة وسهلة وتوفر الحماية للأطفال والمجتمع، وتهدف إلى طفولة آمنة خالية من الأمراض.
إن تقوية الرعاية الصحية الأولية أمر جوهري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتغطية الصحية الشاملة.. فاللقاحات بدون أي شك أفضل وسيلة للوقاية والحماية من الأمراض والتي تستمر الأبحاث العالمية في تطويرها، فلنحافظ على بلدنا خالياً من الأمراض الخطيرة ومن أهمها شلل الأطفال، حيث أن جميع اللقاحات تعطى مجاناً وهي متوفرة في المراكز الصحية والفرق الجوالة كافة.
على الرغم من أهمية اللقاحات وفوائدها وقلة الأعراض الجانبية الناجمة عن إعطائها والتي تقتصر على الحمى والآلام الموضعية فإننا نصادف من آونة لأخرى تخوف بعض الأهل من إعطائها أو محاولة تأخيرها بسبب الخوف من أضرارها، وهنا يؤكد المعنيون بالشأن الصحي أن المعلومات خاطئة ومبنية على فرضيات أثبتت الدراسات الدقيقة بطلانها.
أخيراً نذكر الأهل بضرورة الالتزام بإعطاء اللقاحات في مواعيدها ومن خلال الحملات الوطنية.. فاللقاح قد يكون أثمن الهدايا التي من الممكن تقديمها لأطفالنا.. وصدق من قال درهم وقاية خير من قنطار علاج.
أروقة محلية- عادل عبد الله