إلى حدود التقيؤ، تدفعنا تصريحات وقرارات المسؤولين الغربيين، ولاسيما حين تكون على شكل (محاضرات) عن الإنسانية والحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان التي ما يزال ينتهكها الغرب الاستعماري في سورية وفي معظم دول المنطقة والعالم.
تصريحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي الأخيرة، وبقدر ما هي ساذجة ومقرفة وغبية ومنافية للحقيقة، بقدر ما هي تشكل دليل إدانة جديد للاتحاد الأوروبي الذي كان ولا يزال طرفاً أساسياً في الحرب الإرهابية المتواصلة على الشعب السوري منذ نحو عقد من الزمن.
دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة دوله ذات التاريخ الاستعماري والإجرامي الطويل في المنطقة والعالم، لم تتحلَ يوماً بصفات الإنسانية، ولا في موقع النبيل والكريم الذي يهبُ ويمنح بلا مقابل ودون أجر، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد جسد الاتحاد الأوروبي بسياساته الاستعمارية والاحتلالية الحالية أبشع صور الاستعمار والطغيان والاحتلال.
(الأوروبي) كان ولا يزال طرفاً رئيساً في الحرب على السوريين، ليس الحرب الإرهابية فحسب، بل في الحرب الاقتصادية التي ساهم فيها الاتحاد بشكل أساسي عبر الحصار والخنق وفرض عقوبات كارثية على الشعب السوري طالت رغيف خبزه ولقمة عيشه، وهو الأمر الذي زاد من معاناة ووجع وعذابات المواطن السوري في كافة مناحي الحياة.
يكفي من الاتحاد الأوروبي نظرة واحدة إلى الخلف، حتى تكون من جهة كفيلة باستحضار كل إرهابه وجرائمه الاستعمارية ضد الإنسانية، وحتى تكون من جهة أخرى كفيلةً بلجم كل الأبواق التي تتشدق بالمنح والعطاءات (المأجورة) التي كان يدفع ثمنها الشعب السوري.
سورية لم ولن تكون يوماً في موقع الذل والتبعية لأي دولة في العالم وتحت أي عنوان كان، مهما كانت تلك الدولة ومهما بلغت من قوة وطغيان وجبروت، ومهما اشتدت واستعرت رياح المؤامرات والهجمات والخيانات، ومهما طال الوجع ونزف الجرح، لأنها لم تعتد ذلك، وهذا بحكم التاريخ والجغرافيا والمكان والإنسان.
نبض الحدث – فؤاد الوادي