المستعمرون حين يحاضرون بالإنسانية

إلى حدود التقيؤ، تدفعنا تصريحات وقرارات المسؤولين الغربيين، ولاسيما حين تكون على شكل (محاضرات) عن الإنسانية والحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان التي ما يزال ينتهكها الغرب الاستعماري في سورية وفي معظم دول المنطقة والعالم.
تصريحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي الأخيرة، وبقدر ما هي ساذجة ومقرفة وغبية ومنافية للحقيقة، بقدر ما هي تشكل دليل إدانة جديد للاتحاد الأوروبي الذي كان ولا يزال طرفاً أساسياً في الحرب الإرهابية المتواصلة على الشعب السوري منذ نحو عقد من الزمن.
دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة دوله ذات التاريخ الاستعماري والإجرامي الطويل في المنطقة والعالم، لم تتحلَ يوماً بصفات الإنسانية، ولا في موقع النبيل والكريم الذي يهبُ ويمنح بلا مقابل ودون أجر، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد جسد الاتحاد الأوروبي بسياساته الاستعمارية والاحتلالية الحالية أبشع صور الاستعمار والطغيان والاحتلال.
(الأوروبي) كان ولا يزال طرفاً رئيساً في الحرب على السوريين، ليس الحرب الإرهابية فحسب، بل في الحرب الاقتصادية التي ساهم فيها الاتحاد بشكل أساسي عبر الحصار والخنق وفرض عقوبات كارثية على الشعب السوري طالت رغيف خبزه ولقمة عيشه، وهو الأمر الذي زاد من معاناة ووجع وعذابات المواطن السوري في كافة مناحي الحياة.
يكفي من الاتحاد الأوروبي نظرة واحدة إلى الخلف، حتى تكون من جهة كفيلة باستحضار كل إرهابه وجرائمه الاستعمارية ضد الإنسانية، وحتى تكون من جهة أخرى كفيلةً بلجم كل الأبواق التي تتشدق بالمنح والعطاءات (المأجورة) التي كان يدفع ثمنها الشعب السوري.
سورية لم ولن تكون يوماً في موقع الذل والتبعية لأي دولة في العالم وتحت أي عنوان كان، مهما كانت تلك الدولة ومهما بلغت من قوة وطغيان وجبروت، ومهما اشتدت واستعرت رياح المؤامرات والهجمات والخيانات، ومهما طال الوجع ونزف الجرح، لأنها لم تعتد ذلك، وهذا بحكم التاريخ والجغرافيا والمكان والإنسان.

نبض الحدث – فؤاد الوادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز