الثورة اون لاين – علاء الدين محمد :
الحكاية الشعبية فن متميز من فنون الأدب الشعبي، ولعلها أقوى فنونه على البقاء ،وهي تعود إلى المراحل الأولى لنشوء الإنسانية ،لقد كانت لدى غالب الأمم والشعوب حكايات تمتد جذورها إلى أزمان سحيقة يصعب تحديدها ،فقد لجأ الإنسان إلى الحكاية يحكي بها ماكان يرى وماكان يتوهم ويعتقد ، كان يريد أن يجد لكل مايكتشف من غرائب الطبيعة سببا أو قصة أدت إليه أو يؤدي إليها، وقد اهتم علماء المأثورات الشعبية بالحكايات على اعتبار أنها من أقدم مظاهر التراث الشعبي التي عرفتها الإنسانية ،عكفوا على دراستها وعمدوا إلى تصنيفها بأساليب متعددة . منهم من عمد إلى دراسة محتوى الحكاية بغية تحديد الأنماط التي يندرج تحتها القصص الشعبي ،وقد تزعم هذا الاتجاه (آنتي آرني)الفلندي ثم( سميث طومسون ) الأميركي .
كتاب جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان(حكايات دمشقية) للكاتب منير كيال الذي بين أن للبيئة الشعبية التي نشأ فيه الدور الأكبر في تذوقه لمألوف عادات الناس، وفي معايشة أساليبهم ومقولاتهم وطرائقهم البارعة في التعبير عن أنفسهم .
وأتى هذا الكتاب نتيجة الالتصاق الوثيق بالناس الذين نشأت بينهم وعشت معهم .
وقدم الكاتب دراسة تعرف بالأدب الشعبي ومضمونه وأبعاده ومراميه .. وألقى بعض الأضواء على محاولات دراستها وتصنيفاتها وأشكالها وأقسامها وأصولها ووظائفها ، وتناولها لجوانب الحياة .. وحاول الكاتب أيضا أن يجد رابطة تجمع هذه الحكايات ، فذهب إلى تصنيفها في أربع مجموعات : مجموعة تتعلق بالمرأة ، أنثى وزوجة وحذقة .. وأخرى تتعلق بالمرأة والرجل .. وثالثة تتعلق بالحماة والكنة ومجموعة تستمد موضوعاتها من الحياة .
التراث الشعبي ينبع من وجدان الشعب وثقافته التي عاشتها الأجيال عبر التاريخ .