“الليبرالية الحديثة”.. هدم المجتمعات بديناميت الشعارات

الثورة أون لاين – لميس عودة:
الليبرالية الجديدة بمعناها الأيديولوجي مصطلح فضفاض ومفهوم زئبقي حمال أوجه تلتقي في بوتقته كل التناقضات الحادة والصارخة، من الانفلات الكامل من النظم القيمية إلى التطرف الديني والإرهاب السياسي والعنف المسوغ تحت ستار حرية الفرد التي لا يضبطها قانون ولا تشذبها معايير أخلاقية أو إنسانية، وهذا المعنى المطاطي لليبرالية تكتنفه كل الالتباسات الفكرية لجهة ضبابية مقاصدها، والغموض الذي يغلف النيات المفخخة والمآرب الملغمة لمروجيها ومسوقيها ودعاتها لغزو مجتمعاتنا من جهة، والأيدي الخفية التي تتحكم بكونترول توجيهها وتعويمها على سطح الدعايات المغرضة كمنهج ظاهره “ديمقراطي” ومضمونه تخريبي من جهة أخرى.
التسويق المحموم والمكثف والتجميل الدعائي “للنيوليبرالية” الذي يجري العمل على ترويجها كأفضل الطرق لرفاهية المجتمعات والأفراد لا تغيب عنها أصابع من يريدون إفراغ مجتمعاتنا من جوهر تماسكها وذخيرتها القيمية كروافع أساسية ضامنة لعدم تفكك المجتمع وتحصين منعته من الاختراقات التي يجهد لإحداثها صناع الإرهاب العالمي ومسوقو الانحلال الخلقي والعنف، الذين لهم مصالح استعمارية وأطماع لا تحدها حدود ولا يردعها قانون دولي.
واهم من يعتقد أن الليبرالية ذات لبوس اقتصادي براق، وأنها تنحصر فقط في غزو فكري تخريبي هدام فقط، وإن كانت تحمل كل ذلك في ثناياها كخطوة أولى يتسلل من خلالها منظرو التخريب لإحداث ثغرات تنفذ منها لتبيح الرذائل والانعتاق من الضوابط الناظمة والرادعة التي تحمي حقوق الأفراد وتمنع التعديات، بل إن لها أيضا وجها سياسيا وأحزابا يجري تعويمها، ومنطلقات ينطلق من منصتها أولئك للسيطرة على المجتمع وسلطاته التشريعية وصولا للحكم تحت شعارات كاذبة كالديمقراطية، وعبر دس سموم الحريات في طبخة الوصول إلى المناصب السياسية، وهنا يكمن الخطر الأكبر كون هؤلاء لا يهمهم إلا مصالحهم وينفذون أجندات قوى إقليمية وعالمية تستخدمهم كطعم مسموم لتحقيق أهدافها الدنيئة.
فالليبرالية مجرد قناع بغيض للهيمنة الاستعمارية بكل أشكالها السياسية والاقتصادية وصولا إلى واقع متوحش لا يحتكم لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية، بل يسوده قانون الغاب وتتحكم بسلوكيات دعاتها الانحراف عن سكة المصلحة الوطنية الجامعة والرغبة الجامحة للجشع غير المحدود ولو على حساب انهيار المجتمع وتدمير مقومات الدولة، وتتغلب فيه الأطماع على القيم والأخلاق.
فالليبراليون متناقضون بشكل صارخ وفارغون من أي ضوابط إنسانية وأخلاقية، ولا يؤمنون إلا بحريتهم هم فقط، ولا يحملون خطاباً سياسياً ولا أجندات واضحة، ولا برامج عمل حقيقية، ويمارسون تزييف الوعي، ويرتكبون فضائح في تصرفاتهم ومحاولة حجرهم على حريات الآخرين.
إن الحرية والديمقراطية كما يفهمها الليبراليون الجدد هي حريتهم هم فقط، فالخطاب الليبرالي بمفهومه السياسي وفحواه الأيديولوجي يجعل من القمع والعنصرية والتسلط الأورو – أمريكي ممارسات معيارية مقبولة وقابلة للتعميم من قبل من يعتنقون الايديولوجيا الليبرالية المسمومة والمشوهة بمفهومها الغربي.
إذا الليبرالية ليست شعارات عابرة تختزل فقط بالترويج لحرية الفرد المنفلتة من عقال الضوابط القيمية ومن أي قوانين رادعة للتعديات على الآخرين، بل هي منظومة شرور هدامة كاملة فكرية واقتصادية وسياسية يجري العمل على تعويمها على سطح الإعلام وعبر الشبكة العنكبوتية تمهيدا لتفريغ المجتمعات من مضامينها الايجابية الخلاقة، وإتاحة مساحات واسعة للعبث الذي يريده أعداء الحضارات وصناع الخراب والحروب والفتن، هي أيديولوجيا متكاملة يعمل عليها منظرون وخبراء محترفون في التضليل والخداع النفسي وماكينات نفث سموم متواصلة بعضها ينفث سياسيا والآخر اقتصاديا وفكريا، وصولا لانسياق أفراد المجتمعات كقطعان معصوبة الإدراك والضمائر وراء الهدف الأساس من كل ذلك وهو هدم مجتمعاتهم بأيديهم.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد