ملحمة الأم السورية -ظلها في المعركة- ويدها على زناد النصر

 

من نبض هذا الحدث.. ونبض هذه الذكرى التي قد تغلب بكل ما تحمله من معنى الحب والألم كل قلم سياسي أو حتى تصريح دبلوماسي… فعيد الأم الذي يحتفل به العالم أصبح في سورية ملحمة تاريخية تفوق منطق الأعياد، وترتقي بقصص العطاء الى ما يشبه تضحية الأنبياء.. يوم تودع الأم في سورية ابنها إلى ساحة المعركة، ولا تنتظره في عيدها، بل يكون الميعاد توقيت نصر أو شهادة أو انتظاراً مفتوحاً على جبهات القتال لجرح ترشفه بدموع مقلتين مقاومتين.

قد يذكر التاريخ أمهات دخلنه من بوابات الإنجاز والتضحيات.. وحدها الأم السورية تدخل التاريخ من دفتي جرحها وفخرها.. من معركتها مع الإرهاب بجسد ابنها.

هي الأم التي زرعت فلذة كبدها في أرض الوطن، بدلاً من حضنها، وعلقت شهادته وساماً على صدر النصر السوري.. واكتفت من أمومتها بصورة على حائط الذكرى، فكان الفخر خير الهدايا في الحادي والعشرين من آذار.

في عيد الأم لا تنتظر السورية قبلة على خد عطائها، بل تذهب إلى حيث تقبل رخام اللحد بكل إيمان بأن الشهيد حي يرزق عند ربه وأمه ووطنه، ولولا دماء الشهداء ما توجت سورية بنصرها حين قبلت الأمهات في هذا الوطن أن يكون بر الأبناء لسورية الأم وترابها قبل الأم وأمومتها.

الأم السورية… هي المقاومة.. والمقاتلة والسياسية والدبلوماسية.

هي المقاومة في أعلى قيمها يوم قدمت أبناءها قرابين على مذبح الوطن بيقين أن الجسد الذي يزرع في الأرض ينبت نصراً.

وهي المقاتلة التي أنجبت فرسان المعركة، وعلمت التاريخ ما لم يعلم عن أم إذا انتظرت ولدها من ساحة، ولم يأتِ، لم تكن فقط أجمل الأمهات بل كانت الباسلة التي ترسل بأخيه الثاني وأخيه الثالث وبكل ما حمل رحمها لتبقى سورية عزيزة كريمة منتصرة.

الأم السورية هي السياسية التي أتقنت المعادلة بين دموع الفقد وزغاريد فرحة الشهادة… ثم يخرج علينا رئيس الولايات المتحدة الأميركية بسياسته القذرة ليصف غيره بالقاتل… وهو الذي كانت كل جريمة لبلاده في سورية جريمتين وكل قتل اغتيالين للابن وأمه. ولكنها حتى في ذلك أي الأم السورية أتقنت فن الممكن، لتحيل الموت حياة مرتين أيضاً.

الأولى بشهيد يفترش جسده ليكون جسراً للحياة. والثانية بصبرها الذي يعلم الأجيال بعدها بأن الأمهات مصانع الأبطال.

فكل عام والأم السورية أيقونة الحادي والعشرين من آذار ورمزه ومسبحة الصلاة في تراتيل النصر.

من نبض الحدث – عزة شتيوي

 

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك